قالت صحيفة "إسرائيل اليوم"، الأربعاء 18 يناير/كانون الثاني 2023، في تقرير، إن الأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي دخلت فيها مصر في زمن رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، جعلت الأمور تصل، بحسب شهادات مواطنين مصريين، إلى وجود رغبة شعبية للخلاص من السيسي.
إذ نقلت الصحيفة الإسرائيلية في تقريرها العديد من شهادات المواطنين المصريين التي تعكس سوء الأوضاع الاقتصادية، وأوضحت أن المواطن المصري "محمد"، كان حتى قبل بضع سنوات طالباً في القاهرة وخطط للحصول على درجة الدكتوراه، "لكن الحياة في مصر لم تبش له وجهها، فقرر المغادرة لدولة عربية أخرى".
اليأس من تدهور الاقتصاد
ورصد تقرير الصحيفة ما قاله محمد بأنه "مستمر في التواصل مع أصدقاء مقربين منه في مصر، وهم يائسون من الوضع الاقتصادي المتدهور في الدولة".
بينما نبه مواطن مصري آخر يعمل في بيع الهواتف النقالة ويحصل شهرياً على نحو 2500 جنيه مصري؛ ما يعادل نحو 80 دولاراً، أن "العالم الخارجي ليس واعياً لما يحصل عندنا، وكم هي صعبة الحياة هنا"، مشيراً إلى أنه كان من المفترض أن يتزوج في الصيف القادم، لكن خططه تغيرت بسبب مبادرة حكومية لفرض رسوم على كل متزوج جديد.
المواطن المصري ذكر أيضاً: "اضطررت لأن أبكر الزواج وتزوجت قبل شهر كي أمتنع عن دفع الرسوم. من الصعب جداً الإيفاء بنفقات المعيشة، لا يمكنني أن أسمح لنفسي بشراء سيارة، ومثل الكثير من الناس أعتمد على المواصلات العامة، لكن حتى هذا يكلف كثيراً، وصلت لوضع فكرت فيه كيف يمكنني أن أوفر نفقات الباصات وبدأت أجمع المال لأشتري دراجة كي أصل بها إلى العمل".
المواطن أضاف أن الأسعار كافة في مصر ارتفعت ضعفين وثلاثة أضعاف، وأن ما وفره ليس كافياً، الأمر الذي دفعه نحو الاقتراض.
حرب بقاء يومية
الصحيفة أشارت إلى أن التضخم المالي الحاد والانخفاض في قيمة العملة المصرية، يجعلان حياة السكان في حرب بقاء يومية، حيث دخلت مصر في أزمة اقتصادية أخذت في الاحتدام في عهد السيسي.
كما أوضح محمد أن "عبد الفتاح السيسي يحاول أن يبث للشعب المصري أن هذه مشكلة عالمية، وليس للحكومة دور في الكارثة التي تعيشها مصر، لكن هذا ليس صحيحاً، هو لا يفهم في الاقتصاد والأزمات تتفاقم فقط، حتى الناس الذين أيدوه في البداية يشتمونه اليوم ويريدون أن يتخلصوا منه ومن المؤسسة العسكرية المنقطعة عن الشعب، ومع ذلك، الناس لن يخرجوا الآن إلى الشوارع والظروف ليست ملائمة للاحتجاج".
وتابع محمد أنه "يوجد في القاهرة قسمان: مدينة البرجوازيين؛ الأغنياء ورجال الأعمال، وهي الطبقة التي تؤيد السيسي، وإلى جانبها توجد القاهرة الأخرى الفقيرة"، لافتاً إلى وجود صديق له صحفي "انهار اقتصادياً وبصعوبة ينجح اليوم في إعالة عائلته".
وأوضح: "إنسان عمل في وسيلة إعلام مصرية بتمويل أجنبي وكسب 2000 دولار في الشهر، عندما صعد السيسي إلى الحكم بدأوا يفرضون قيوداً على مشاريع ووسائل الإعلام الخاصة، ودمج مثل غيره في وسائل إعلام حكومية، وهكذا وجد نفسه في سن 42 مع راتب زهيد، وهو اليوم لا يمكنه أن يشتري الطعام لأولاده".