تعقد الدول الداعمة لكييف عسكرياً اجتماعاً في ألمانيا، الجمعة 20 يناير/كانون الثاني 2023، فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنّه يتوقّع أن تصدر عنه "قرارات قويّة" مثل إرسال مركبات مدرّعة ثقيلة لمساعدة بلاده في المعارك الحاسمة المقبلة مع روسيا، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وقبل ساعات قليلة من هذا الاجتماع الذي يُعقد في قاعدة رامشتاين الأمريكية، أعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسويد والدنمارك عن شحنات جديدة كبيرة من الأسلحة إلى أوكرانيا.
اجتماع الجمعة هو الثالث في الصيغة التي تُعرف باسم "رامشتاين" منذ بداية الصراع؛ حيث سيجتمع خلاله وزراء الدفاع وكبار المسؤولين العسكريين من حوالى خمسين دولة مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن.
وقال زيلينسكي: "لا تكفي شجاعة جيشنا واندفاع الشعب الأوكراني (…) في مواجهة آلاف الدبّابات التابعة لروسيا"، فيما كتب مستشار الرئاسة الأوكرانيّة ميخايلو بودولياك على تويتر: "حان وقت التوقّف عن الارتجاف أمام بوتين واجتياز المرحلة الأخيرة".
ودبّابات ليوبارد الألمانيّة هي من الدبّابات الثقيلة الحديثة ذات التصميم الغربي التي تطلبها كييف من حلفائها، ويقول الخبراء إنّها ستكون حاسمة في المعارك المقبلة في شرق أوكرانيا.
لكنّ الغربيّين يخشون احتمال أن تستعمل كييف أسلحتهم في ضرب عمق الأراضي الروسيّة والقواعد الجوّية والبحريّة في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا عام 2014.
ووجّه الكرملين تحذيراً واضحاً الخميس، مفاده أنّ تسليم أسلحة بعيدة المدى "سيعني أنّ النزاع سيبلغ مستوى جديداً" وذلك ليس "شيئاً جيداً للأمن الأوروبي".
"قرارات قوية"
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال من جهته إنّه يتوقّع "قرارات قويّة" بشأن إمداد بلاده بمزيد من الأسلحة الغربيّة خلال اجتماع الحلفاء الجمعة، وقال: "بينما نستعدّ لاجتماع رامشتاين غداً، نتوقّع قرارات قويّة. نتوقّع حزمة دعم عسكري قويّة من الولايات المتحدة".
فيما أعلن وزير الدفاع الليتواني أرفيداس أنوسوسكاس أنّ "بضع دول" سترسل دبّابات ليوبارد 2 إلى كييف. وقال الوزير في اتّصال هاتفي مع فرانس برس إنّ "بضع دول سترسل" دبّابات ليوبارد، واعداً بـ"معلومات أخرى" الجمعة خلال اجتماع رامشتاين.
بدوره، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي: "هناك حاجة إلى دبّابات ألمانيّة، ودبّابات فنلنديّة، ودبّابات دنماركيّة، ودبّابات فرنسيّة. هذا يعني أنّ أوروبا الغربيّة نفسها يجب أن تُخصّص الآن دبّابات أكثر حداثة لأوكرانيا، حتى تتمكّن من الدفاع عن نفسها ببساطة".
وتتعرّض ألمانيا لضغوط متزايدة من جانب عدد كبير من جيرانها الأوروبّيين بهدف دفعها إلى الموافقة على تسليم دبّابات ليوبارد. وقال وزير الدفاع الألماني الجديد بوريس بيستوريوس إنّ الإجابة ستكون "واضحة خلال الساعات القليلة المقبلة أو صباح غد (الجمعة)".
في حديثه عبر الفيديو على هامش منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا، سخر زيلينسكي الخميس ممّن يقولون "سنسلّمكم الدبّابات إذا قام طرف آخر بذلك"، في إشارة واضحة إلى المستشار الألماني أولاف شولتز الذي أبلغ أعضاء في الكونغرس الأمريكي في دافوس أنّ بلاده لن تزوّد أوكرانيا بدبّابات ثقيلة إلا إذا أرسلتها الولايات المتحدة أيضاً، وفق ما قال مسؤول أمريكي كبير.
مساعدات عسكرية لأوكرانيا
فيما أعلنت الولايات المتحدة عن شريحة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 2,5 مليار دولار تشمل خصوصاً مئات المركبات المدرّعة من أنواع مختلفة لكنّها لا تضمّ دبّابات ثقيلة من طراز أبرامز.
وتشمل الشريحة الجديدة 59 مركبة مصفّحة من طراز برادلي ستُضاف إلى 50 مركبة مدرّعة خفيفة من هذا النوع كان قد تم التعهّد بها في 6 كانون الثاني/يناير، فضلاً عن 90 ناقلة جند مصفحة من طراز سترايكر "ستوفر لأوكرانيا لواءين مدرعين" حسبما قال البنتاغون في بيان.
كذلك، سيسلّم الجيش الأمريكي أوكرانيا 53 مركبة مدرّعة مضادة للألغام (MRAP) و350 مركبة نقل همفي طراز M998 وبهذه الشريحة الجديدة، يرتفع إجمالي المساعدات العسكريّة الأمريكية لأوكرانيا إلى 26,7 مليار دولار منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير.
غير أنّ هذه الشريحة الجديدة لا تشمل أيّ دبّابات ثقيلة مثل دبّابة أبرامز التي لم تعلن الولايات المتحدة حتّى الآن استعدادها لتزويد كييف بها، مبرّرةً هذا الرفض بمسائل تتعلّق بالصيانة والتدريب.
من جهتها، تعهّدت بريطانيا الخميس بتزويد أوكرانيا بـ600 صاروخ إضافي من طراز برايمستون، فيما وعدت الدنمارك بتزويدها بـ19 مدفع قيصر فرنسي الصنع والسويد بمدافع آرتشر.
ويبلغ مدى كلّ هذه المنظومات عشرات الكيلومترات، لكنّ أوكرانيا تطالب بالمزيد.
وكانت لندن تعهّدت بإرسال 14 دبّابة ثقيلة من طراز تشالنجر 2 إلى كييف، وأبدت بولندا استعدادها لإرسال 14 دبّابة ليوبارد 2 ألمانيّة الصنع، وهو ما يقلّ كثيراً عن مئات الدبابات التي تقول أوكرانيا إنّها تحتاج إليها لشنّ هجمات مستقبليّة.