نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، عن مسؤولين في البنتاغون -رفضوا الكشف عن هويتهم- أن إدارة الرئيس جو بايدن باتت تدرك أن أوكرانيا بحاجة إلى قوة تمكّنها من استهداف شبه جزيرة القرم "الملاذ الروسي الأخير"، وفق ما نشرت الصحيفة، الأربعاء 18 يناير/كانون الثاني 2023.
بحسب مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية، فإن إدارة بايدن تعتقد الحاجة لهذه الخطوة، حتى ولو كانت تزيد من خطر التصعيد مع روسيا، حيث تتمركز عشرات الآلاف من القوات الروسية في القرم الواقعة بين البحر الأسود وبحر أزوف، كما تضم العديد من القواعد الروسية.
"شبه جزيرة القرم أوكرانية"
وتشدد الولايات المتحدة على أن القرم جزء من أوكرانيا، منذ احتلالها من قبل القوات الروسية في 2014، ومع ذلك فإن واشنطن التزمت بعدم تزويد كييف بأسلحة تمكنها من ضرب شبه جزيرة القرم منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
في السياق، قالت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي: "قلنا طوال الحرب إن شبه جزيرة القرم أوكرانية، وإن كييف لها الحق في الدفاع عن نفسها وعن أراضيها السيادية في حدودها المعترف بها دولياً".
لكن من جانب آخر، تساءل المسؤولون العسكريون والإداريون عن فائدة تركيز أوكرانيا على هجمات تستهدف شبه جزيرة القرم، قائلين إن جيش كييف لديه أهداف أفضل في أماكن أخرى في ساحة المعركة، بحسب نيويورك تايمز.
لكن إدارة بايدن توصلت إلى الاعتقاد بأنه إذا تمكن الجيش الأوكراني من إظهار إمكانية تهديد سيطرة الروس على شبه جزيرة القرم، فإن ذلك سيعزز موقف كييف في أية مفاوضات مستقبلية، فضلاً عن تراجع المخاوف من أن ينتقم الكرملين عبر استخدام سلاح نووي تكتيكي، في حين لا يزال مسؤولون وخبراء يحذرون من أن الخطر لا يزال قائماً.
في المقابل، رد السفير الروسي لدى واشنطن بأن موسكو سترد على أي هجمات بأسلحة أمريكية قد تستخدم في مهاجمة القرم.
أوكرانيا "مستعدة" لاستعادة القرم
يأتي ذلك، بينما صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، بأن بلاده "تسعى" لاستعادة شبه جزيرة القرم التي أعلنت روسيا ضمّها في عام 2014.
أضاف في كلمة له بمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي: "هدفنا هو تحرير كل أراضينا"، مشدداً على أن "القرم أرضنا وبحرنا وجبالنا. أعطونا أسلحتكم وسنستعيد أرضنا"، طالباً من الحلفاء الغربيين إمداد بلاده بالعتاد، قبل أن تشن روسيا هجماتها الصاروخية والبرية التالية.
وقال: "يجب أن يكون إمداد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي أسرع من الهجمات الصاروخية الروسية المقبلة… يجب أن تسبق إمدادات الدبابات الغربية أي غزو جديد للدبابات الروسية".
لطالما أصر المسؤولون الأوكرانيون على أن القرم هدف مهم لهجماتهم، وأن الضغط العسكري المستمر على القواعد الروسية هناك جزء كبير من استراتيجيتهم، في ظل مناقشات مع الجانب الأمريكي بشأن أهمية زيادة الضغط على القيادة الخلفية لروسيا في شبه جزيرة القرم، والتي تدعم العمليات العسكرية في أماكن أخرى في أوكرانيا.