أبدت إسرائيل اعتراضها، مساء الأربعاء 18 يناير/كانون الثاني 2023، على تشبيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، نهج الولايات المتحدة تجاه موسكو بـ "الحل النهائي"، معتبرةً أنه لا يمكن المقارنة بين الأحداث الجارية و"أحلك فترة في تاريخ البشرية".
وفي وقت سابق من الأربعاء، قال لافروف إن واشنطن شكلت ائتلافاً من دول أوروبا لحل "المسألة الأوروبية" بالطريقة نفسها التي سعى بها الزعيم النازي أدولف هتلر إلى "حل نهائي" لإبادة يهود أوروبا.
وأضاف لافروف في تصريحات للصحفيين: "باستخدامهم (أمريكا والغرب) أوكرانيا وكيلة لهم فإنهم يشنون حرباً على بلادنا بالطريقة نفسها: الحل النهائي للمسألة الروسية".
و"الحل النهائي" مصطلح نازي استخدم إبان الحرب العالمية الثانية للإشارة إلى خطة للتعامل مع اليهود، دعت إلى ترحيلهم لمعسكرات الاعتقال وإبادتهم، وهي ما عُرف لاحقاً بـ"الهولوكوست".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان رداً على تصريحات لافروف، إن "الهولوكوست حدث فريد من نوعه، وأحلك فترة في تاريخ البشرية"، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وأضاف المتحدث، أن "المقارنة بين الأحداث الجارية وخطة الحل النهائي لهتلر لإبادة اليهود أمر غير مقبول".
وتبدي إسرائيل حساسية كبيرة في كل ما يتعلق بالمحارق النازية "الهولوكوست"، التي تقول إنه راح ضحيتها نحو 6 آلاف يهودي.
ليست المرة الأولى
وسبق إن أقحم وزير الخارجية الروسي هتلر وأصوله اليهودية في الأزمة الأوكرانية، ما أثار جدلاً وسخطاً عارمَين دفعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تقديم اعتذار علني نيابة عنه العام الماضي.
حيث استنكرت تل أبيب، في مايو/أيار 2022، إشارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى أن الزعيم النازي أدولف هتلر من أصول يهودية، واتهمت لافروف بنشر معاداة السامية، والتهوين من شأن محارق النازي.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت آنذاك، في بيان: "مثل هذه الأكاذيب تهدف إلى اتهام اليهود أنفسهم بأبشع الجرائم في التاريخ، والتي ارتُكبت ضدهم".
كما أضاف: "استغلال محارق النازي ضد الشعب اليهودي لأغراض سياسية يجب أن يتوقف على الفور".
من جانبه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك، يائير لابيد، في أول تعليق رسمي من تل أبيب: "إنها تصريحات مشينة ولا تغتفر، وخطأ تاريخي فادح، ونتوقع اعتذاراً".
كانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد استدعت السفير الروسي؛ احتجاجاً على تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، الإثنين، أن لافروف قال في حديث لمحطة تلفزة إيطالية، إن "حقيقة كون رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلنسكي يهودياً، لا تعني غياب العناصر النازية في بلاده، وأعتقد أن لأدولف هتلر دماً يهودياً أيضاً".
يشار إلى أن الخلافات بين روسيا وإسرائيل تصاعدت مؤخراً، عقب تصويت تل أبيب لصالح تعليق عضوية موسكو بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والاتهامات التي وجَّهها وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد لموسكو، بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.
ومنذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، كانت إسرائيل تسعى لتحقيق التوازن بين إرضاء حلفائها الغربيين وعدم جلب سخط روسيا، التي أصبحت فعلياً جارتها الشمالية، من خلال سيطرتها الكاملة على الأجواء السورية.