استقال مستشار رئاسي أوكراني رفيع المستوى، بعد أن أثار موجة غضب بقوله إن صاروخاً روسياً قتل عشرات الأشخاص، بعد أن تسببت الدفاعات الجوية في أوكرانيا في انحرافه إلى مبنى سكني، حسب ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 18 يناير/كانون الثاني 2023.
حيث قُتل ما لا يقل عن 45 شخصاً، بينهم خمسة أطفال، وأصيب العشرات حين سقط صاروخ كروز روسي من طراز KH-22 على مبنى سكني في دنيبرو، السبت 14 يناير/كانون الثاني. وكان هذا الهجوم من أشد الهجمات الدموية التي شنتها روسيا منذ بداية الحرب.
بينما قال أوليكسي أريستوفيتش، مستشار رئيس أركان الرئيس الأوكراني، في مقابلة عبر الإنترنت، بعد ساعات فقط من الهجوم، إن "الصاروخ أُسقط وسقط على مدخل البناية، وانفجر في مكان سقوطه".
فيما اعتبرت دعاية الكرملين مزاعمه "دليلاً" على أن روسيا لا تستهدف المدنيين. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "رأيتم استنتاجات النواب الأوكرانيين الذين يقولون إن هذه المأساة كانت نتيجة نشاط صواريخ الدفاع الجوي".
على أن القوات الجوية الأوكرانية قالت إنها لا تملك القدرة على إسقاط صواريخ KH-22، التي تنطلق بسرعة تصل إلى 2500 ميل في الساعة، وتشتهر بعدم دقتها. وفي يونيو/حزيران، أصاب صاروخ مماثل مركزاً تجارياً في مدينة كريمنشوك القريبة، وتسبب في مقتل ما يزيد عن 20 شخصاً.
طالب بوريس فيلاتوف، رئيس بلدية دنيبرو، وكالة استخبارات أمن أوكرانيا SBU بإجراء تحقيق في قضية أريستوفيتش (47 عاماً). وكتب على تليغرام: "أقسم بالله أن هذه الضربة الصاروخية كانت مباشرة". وطالب نواب أوكرانيون بإقالته أيضاً.
كما قال أريستوفيتش إنه كان يتحدث عن نظرية مبدئية، لكنه اعترف بأنه ارتكب "خطأً فادحاً" وسيتنحى عن منصبه. ونشر خطاب استقالته على مواقع التواصل الاجتماعي، صباح يوم الثلاثاء 17 يناير/كانون الثاني.
فيما كتب: "أريد أن أقدم مثالاً على السلوك المتحضر، خطأ جوهري يتوجب عليّ بعده تقديم استقالتي". وقدم أيضاً "خالص اعتذاره" لأسر الضحايا. وقال مكتب الرئيس زيلينسكي، في وقت لاحق، إنه قَبِل استقالة أريستوفيتش.
أصبح أريستوفيتش، ضابط استخبارات الجيش السابق والمحلل العسكري، اسماً مألوفاً في أوكرانيا منذ بداية الحرب، لكن ماضيه يشوبه بعض الغموض.
ففي مطلع الألفينات، كان نائب رئيس جماعة أوكرانية يمينية متطرفة تسمى Bratstvo (الإخوان)، وكان يشارك في مؤتمرات في موسكو ينظمها ألكسندر دوجين، المفكر القومي الروسي المتشدد. وقال أريستوفيتش العام الماضي إنه كان عميلاً سرياً لصالح المخابرات العسكرية الأوكرانية حينذاك.