قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن العلاقات بين تركيا والسويد قد تتوتّر أكثر في حال لم توقف سلطات ستوكهولم استفزازات تنظيم "بي كي كي" الإرهابي داخل أراضيها، مشيراً إلى أن التنظيم لا ينشط في السويد فقط، بل ينظم المظاهرات في ألمانيا وفرنسا أيضاً، ولا بد لأنقرة أن تتخذ مواقفها تجاه هذه الدول.
جاء ذلك في كلمة له، الأحد، 15 يناير/كانون الثاني 2023 خلال فعالية شبابية نظمها حزب العدالة والتنمية بولاية موغلا، جنوب غربي البلاد.
أردوغان أضاف في هذا الخصوص: "نشاهد مظاهرات (بي كي كي) في شوارع السويد التي نحذرها في هذا الخصوص، لكن للأسف لم توقف ستوكهولم هذه المظاهرات".
وحول عضوية السويد وفنلندا في الناتو، قال أردوغان: "قلنا إن عليهم إعادة نحو 130 إرهابياً إلينا، كي نصادق على عضويتهم في برلماننا، لكنهم لم يفعلوا".
كما ذكر أردوغان بأن المحكمة السويدية رفضت تسليم تركيا الإرهابي بولنت كنش، المطلوب لدى أنقرة بتهمة الانتماء إلى تنظيم غولن الإرهابي.
إلغاء زيارة رئيس البرلمان السويدي
الرئيس التركي لفت إلى أن رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب أبلغ نظيره السويدي بإلغاء الزيارة التي كان الأخير يعتزم إجراءها إلى أنقرة قريباً، وذلك للتعبير عن استياء تركيا من تجاهل السلطات السويدية لاستفزازات "بي كي كي" الإرهابي.
وتابع قائلاً: "التنظيم الإرهابي لا ينشط في السويد فقط، بل ينظم المظاهرات في ألمانيا وفرنسا أيضاً. لا بد لتركيا أن تتخذ مواقفها تجاه هذه الدول".
وفي 28 يونيو/حزيران 2022، وقعت تركيا والسويد وفنلندا مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن انضمام البلدين الأخيرين إلى "الناتو"، وذلك على هامش قمة زعماء الحلف، بالعاصمة الإسبانية مدريد.
وجاءت المذكرة بعد تعهد البلدين الأوروبيين بالاستجابة لمطالب أنقرة بشأن التعاون بملف مكافحة الإرهاب.
السويد ملتزمة بتنفيذ الاتفاق
السبت 14 يناير/كانون الثاني 2023، قال متحدث رئاسي تركي، إن الوقت ينفد فيما يتعلق بتصديق تركيا على طلبَي السويد وفنلندا للانضمام لحلف شمال الأطلسي، قبل إجراء الانتخابات المتوقعة في مايو/أيار المقبل، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
إذ قال إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئيس رجب طيب أردوغان، إن تصديق تركيا على طلبي الدولتين يتوقف على مدى سرعة وفاء ستوكهولم بوعود مكافحة الإرهاب، التي قُطعت في إطار اتفاقية مع أنقرة، محذراً من أن ذلك قد يستغرق شهوراً.
أضاف كالين في مؤتمر صحفي في إسطنبول: "ستوكهولم ملتزمة تماماً بتنفيذ الاتفاقية التي تم توقيعها العام الماضي في مدريد، لكن البلاد تحتاج ستة أشهر أخرى لصياغة قوانين جديدة، من شأنها أن تسمح للنظام القضائي بتطبيق التفسيرات الجديدة للإرهاب".
توترات بسبب احتجاجات الأكراد
والخميس، تجمع عدد من أنصار التنظيم الإرهابي أمام مبنى البلدية التاريخي في ستوكهولم، وعلقوا دمية تصور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على عمود قرب المبنى.
ونشرت حسابات مرتبطة بالتنظيم الإرهابي مقطعاً مصوراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر لحظات تعليق الدمية من قدميها، وذيّل المقطع المصور بعبارات تهديدية باللغة التركية تستهدف تركيا والرئيس أردوغان.
وفي نفس اليوم، استدعت وزارة الخارجية التركية سفير ستوكهولم لدى أنقرة وأبلغته رفضها لدعاية أنصار تنظيم "بي كي كي" الإرهابي بالسويد التي استهدفت تركيا ورئيسها.
من جانبه، وصف وزير الخارجية السويدي، توبياس بيلستروم، تجمهر أنصار تنظيم "بي كي كي" أمام مبنى البلدية في العاصمة ستوكهولم، والإساءة إلى تركيا ولرئيسها، بأنه "أمر مثير للاشمئزاز".
إذ قال بيلستروم في تغريدة على تويتر: "تصوير رئيس دولة منتخب شعبياً على أنه معلَّق على عمود، أمر مثير للاشمئزاز".
وأكد الوزير السويدي أن حكومة بلاده تدعم المناقشات المفتوحة حول القضايا السياسية، لكنها تقف بعيداً عن خطاب الكراهية تجاه الممثلين السياسيين.