أعربت جماعات مناصرة للمسلمين في الولايات المتحدة، عن مخاوف بشأن تعيين عضو الكونغرس، مارك غرين، لرئاسة لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب، قائلة إنَّ للمُشرِّع تاريخاً من الخطاب المعادي للمسلمين، الذين يعيشون في أمريكا، فضلاً عن مواقف مناهضة للاجئين.
موقع Middle East Eye البريطاني، قال، الجمعة، 13 يناير/كانون الثاني 2023، إنه من المقرر أن يقود غرين اللجنة بعد أن اختاره الجمهوريون في مجلس النواب في وقت سابق من هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن غرين هو طبيب ومحارب قديم في حرب العراق، وسيناتور جمهوري سابق في ولاية تينيسي.
منظمات إسلامية قالت إنَّ المُشرِّع غير لائق للعمل في اللجنة، بالنظر إلى تصريحاته السابقة حول المسلمين والعقيدة الإسلامية.
في هذا الصدد، قالت سمية وحيد، مستشار السياسة الأول في مجموعة Muslim Advocates للحقوق المدنية الوطنية الأمريكية، إن "تاريخ غرين الموثق جيداً من خطاب الكراهية ضد المسلمين والمهاجرين ومجتمع الشواذ وثنائيي الميول الجنسية والمتحوّلين جنسياً، جعله غير لائق ليكون وزيراً للجيش سابقاً، وهذا التاريخ يجعله الآن أيضاً غير لائق لرئاسة لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب".
أضافت سمية في تصريح لموقع Huffington Post الأمريكي: "بصفته رئيساً للجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب، يمثل مارك غرين تهديداً للمسلمين، خاصةً لأولئك الذين يعيشون في مناطق المجتمعات التي هاجمها ببهجة لتحقيق مكاسب سياسية".
كان غرين في اجتماع عام 2016 لحزب الشاي -وهي حركة سياسية محافظة داخل الحزب الجمهوري، بدأت عام 2009- قد أخبر الجمهور أنه لا يريد أن يتعلم طلاب المدارس العامة في تينيسي عن الإسلام.
خلال ذلك الاجتماع، قال أحد أعضاء الجمهور "نحن بحاجة إلى اتخاذ موقف بشأن تلقين الإسلام في مدارسنا العامة"، وهو ما رد عليه غرين قائلاً: "أوافق".
كذلك في عام 2015، خلال فترة عمله عضواً في مجلس الشيوخ عن ولاية تينيسي، دعا غرين أيضاً إلى حظر دخول اللاجئين السوريين إلى ولايته.
من جانبها، قالت سابينا محيي الدين، المديرة التنفيذية للمجلس الاستشاري الأمريكي الإسلامي، وهي مجموعة مشاركة مدنية مقرها تينيسي، لموقع Huffington Post: "إذا كنت تحمل صوراً نمطية عن المجتمعات، فكيف يمكنك التحرك بفعالية في القضايا الدقيقة جداً، التي تتطلب فهماً أكبر؟".
من جانبها، قالت راشيل ديل غويدس، مديرة الاتصالات لمارك غرين، في تصريح لموقع Middle East Eye، إنَّ بعض وسائل الإعلام "اقتطعت كلماته عن الإرهاب وداعش من سياقها، لتدليس ما قاله النائب غرين".
أضافت ديل غويدس: "النائب غرين لم ولن يفرض دينه على أي شخص على الإطلاق. وهو يعتقد أنَّ لكل أمريكي الحق في الدفاع عن بلاده. تشويه سمعة المؤمنين لأنهم لا يوافقون على السياسات التقدمية هو ضد المبادئ التأسيسية لأمريكا، وهي المبادئ ذاتها التي حارب من أجل حمايتها".
يُشير الموقع البريطاني إلى أنه في عام 2017، تعرّض غرين لانتقادات مماثلة من المنظمات الإسلامية، بعد أن رشحه الرئيس آنذاك، دونالد ترامب، لمنصب وزير الجيش، وانتهى به الأمر إلى الانسحاب من الترشيح.
بالإضافة إلى غرين، اتُّهِمَت القيادة الجمهورية في مجلس النواب بالإسلاموفوبيا، بعد أن قال رئيس مجلس النواب، كيفين مكارثي، إنه ملتزم بوعده بإقالة النائبة إلهان عمر من منصبها في لجنة الشؤون الخارجية.
إلهان هي نائبة مسلمة، ولها تاريخ في مواجهة الهجمات المعادية للمسلمين والتعرض للتهديدات بالقتل منذ انتخابها لمنصب عام 2018.
كانت إلهان قد قالت لـ Huffington Post الأربعاء، 11 يناير/كانون الثاني 2023: "لا أعتقد أنَّ لديه سبباً آخر يدفعه للتعهد بإقالتي من منصب سوى كوني مسلمة (…) إذا نظرت إلى تعليقات الجمهوريين، فستجد أنه بالضبط لهذا السبب وحده".