قضت محكمة عسكرية روسية على مجند بالسجن خمس سنوات ونصف السنة؛ بعد أن دخل في مشادة مع قادته بسبب ظروف التدريب السيئة، في أول حكم معروف ضد جندي انتقد التعبئة العامة للحرب في أوكرانيا، وفقاً لما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 12 يناير/كانون الثاني 2023.
في مقطع فيديو، نُشِر على نطاق واسع والتُقِط في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، شوهد المجند ألكسندر ليشكوف وهو يصرخ بألفاظ نابية ويدفع اللفتنانت كولونيل (المقدم) دينيس مازانوف في ساحة تدريب خارج موسكو.
كما سُمِع ليشكوف وهو يقول لقائده: "أنت تخرب الأوامر المباشرة للقائد العام، يجب القبض عليك".
ثم ينفث ليشكوف الدخان من سيجارته الإلكترونية في وجه الضابط، الذي يقترب من ليشكوف لكنه يدفعه إلى الخلف.
كما قال ليشكوف: "لست أنت من يجلس معنا في الخنادق".
وفي مقابلة مع صحيفة Moskovskij Komsomolets بعد وقت قصير من الحادث، كشف ليشكوف أنَّ شكواه السابقة قوبلت من رؤسائه بالتجاهل عدة مرات، كما أضاف: "إنه لأمر مؤسف أن تعاني من أجل الحقيقة".
وقضت المحكمة العسكرية خارج موسكو بأنَّ ليشكوف مذنب بـ"إلحاق الأذى الجسدي" بقائده في أثناء أداء خدمته العسكرية.
فوضى ورفض عام
يشار إلى أن قرار الكرملين، في سبتمبر/أيلول، إعلان أول تعبئة عامة منذ الحرب العالمية الثانية قد أثار حالة من الفوضى والغضب في جميع أنحاء البلاد، حيث اشتكى العديد من المجندين من إرسالهم إلى أوكرانيا برغم نقص التدريب المناسب.
وتجدد رد الفعل العنيف ضد القيادة العسكرية الروسية في وقت سابق من هذا العام، بعد هجوم صاروخي بقيادة كييف أسفر عن مقتل العشرات من المجندين الروس في ماكيفكا بمقاطعة دونيتسك ليلة رأس السنة الميلادية.
ولقمع المعارضة من القوات المحشودة وأقاربهم، أقرّت السلطات الروسية عدداً من مشروعات القوانين التي تشدد العقوبات على الفرار من الخدمة العسكرية والعصيان.
كما وردت تقارير تشير إلى احتجاز "الرافضين" الروس في أقبية غير قانونية عبر شرق أوكرانيا.
حيث خلص تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC مؤخراً، إلى أنَّ 26 جندياً على الأقل محتجزون في أقبية بالمناطق الخاضعة للسيطرة الروسية بشرق أوكرانيا؛ لرفضهم المشاركة في الحرب.
ويأتي الحكم الصادر الخميس 12 يناير/كانون الثاني، وسط تحذيرات من أوكرانيا بأنَّ روسيا تستعد لاستدعاء 500 ألف مجندٍ آخرين خلال الشهر الجاري، إضافة إلى 300 ألف حُشِدوا في أكتوبر/تشرين الأول.
ونفت روسيا أنها تستعد لموجة ثانية من التعبئة، إذ صرح الرئيس بوتين الشهر الماضي، بأنه "من غير المجدي" الحديث عن استدعاء جديد.