انتقد رئيس البرلمان التركي، مصطفى شنطوب، الأمير البريطاني هاري، بعدما اعترف الأخير في كتاب جديد أصدره، بأنه قتل 25 شخصاً في أفغانستان، مبرراً ذلك بأنهم كانوا من الأعداء، وهي تصريحات كانت قد أثارت غضباً حتى من قبل مقاتلين قدامى في الجيش البريطاني.
تصريحات شنطوب جاءت خلال اجتماع المنظمات غير الحكومة في ولاية أدرنة، الأحد 8 يناير/كانون الثاني 2023، واستنكر شنطوب نزع الأمير هاري صفة البشر عمّن قتلهم، ووصفه إياهم بقطع الشطرنج.
شنطوب قال إن الأمير هاري "اعترف بأنه قتل 25 شخصاً في أفغانستان، وإنه لا يخجل من ذلك، الصبي الأبيض الأوروبي، من أنت؟ عليك أن تقرر ما إذا كنت إنساناً أم لا؟! ما الذي تبحث عنه في أفغانستان؟ ماذا تفعل هناك لقتل الناس؟"، وفقاً لما أوردته صحيفة "حرييت" التركية.
أشار شنطوب في تصريحاته إلى أن القرن العشرين هو أكثر القرون دموية في تاريخ البشرية، وقال إن "الأوروبيين هم الذين يقتلون أكبر عدد من الناس في العالم"، لافتاً أيضاً إلى أن "الأوروبيين قتلوا أكثر من 20 مليون شخص في الحرب العالمية الأولى، ثم قتلوا حوالي 75 مليون شخص في الحرب العالمية الثانية على أقل تقدير، وهناك من يقول إنهم قتلوا أكثر من 100 مليون".
شنطوب أضاف أن "العالم منزعج من وجهات النظر التي تهمّش الناس، بخلاف الأوروبيين والأشخاص البيض، وتستخدم كل إمكانيات العالم لصالحها وتستغل الأشخاص الآخرين لخدمتها".
يأتي هذا فيما من المقرر أن يُنشر الثلاثاء، 10 يناير/كانون الثاني 2023، كتاب هاري "سبير"، الذي يسرد أسراراً عن الأمير، ويتحدث بالكتاب عن عمله رامياً للرشاش في طائرة هليكوبتر هجومية، من طراز أباتشي، أثناء جولته الثانية في أفغانستان عام 2012.
قال الأمير إنه كان بإمكانه تحديد عدد القتلى من مشاهدته مقاطع كاميرا البندقية لكل مهمة نفذها، وكتب هاري أنه "في عصر الأباتشي والحواسيب المحمولة" أصبح ممكناً تحديد "عدد الأعداء الذين قتلتهم بدقة، وبدا لي أنه من الضروري ألا أخشى هذا العدد، ولذلك أقول إن عددي كان 25، وهو عدد لا يرضيني، لكنه لا يحرجني".
أقر الأمير بعد ذلك بأنه جرّد مَن قتلهم في المعركة من إنسانيتهم: "حين وجدت نفسي غارقاً في حرارة وفوضى القتال، لم أكن أفكر في هؤلاء الـ25 على أنهم بشر. وإنما قطع شطرنج أخرجناها من الرقعة. أشرار قضينا عليهم قبل أن يقضوا على الأخيار".
انتقد جنود سابقون في الجيش البريطاني اعترافات الأمير هاري بشأن خدمته في أفغانستان، وقال العقيد المتقاعد تيم كولينز، الذي اشتُهر بخطابه الحماسي قبل اندلاع حرب العراق عام 2003، إن حديث الأمير عن عدد قتلاه "كان كلاماً فظاً"، و"إننا لا نتصرف ولا نفكر في الجيش بهذا الأسلوب، لقد خذَلَنا بتصريحاته".
اتهم كولينز هاري بارتكاب "عملية احتيال مأساوية، هدفها جني المال للإنفاق على مستوى حياة لا يمكنه تحمّلها".
كذلك شكك ضباط سابقون آخرون في مدى ثقة هاري من عدد قتلاه، وقال عضو سابق في القوات المظلية: "لم أسمع أبداً أي شخص يتحدث عن أعداد قتلاه، فهذا محرج ومخجل. لأن القتل أخطر شيء قد يحدث، فالأشخاص الجادون لا يتحدثون عنه كما لو كان لعبة للترويج لبعض الكتب"، وفقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية.
يُشار إلى أن كتاب الأمير هاري يكشف أيضاً تفاصيل شخصية دقيقة عنه، مثل كيف تعاطى الأمير البريطاني مخدرات، وخلافاته مع شقيقه الأمير وليام وأفراد بالعائلة الملكية.
يقول معلقون إن الكتاب أدخل العائلة المالكة في أكبر أزماتها، منذ مسلسل عُرض في التسعينيات، وتناول انهيار زواج تشارلز من الأميرة الراحلة ديانا، والدة وليام وهاري.