ثارت موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا، على خلفية قيام مستشفى حكومي بنشر مقطع مصور مباشر لعملية ولادة قيصرية على منصة "فيسبوك"، في تصرف اعتبره البعض بمثابة "جريمة"، وسط مطالبات بالتحقيق في الحادثة.
وكالة الأناضول أفادت بأنه بعد ساعات من نشر مستشفى "مزدة" الحكومي، جنوبي طرابلس، منتصف ليل الثلاثاء، 9 يناير/كانون الثاني 2023، مقطعاً مصوراً لعملية ولادة قيصرية عبر صفحته على فيسبوك، سارعت إدارة المستشفى لحذف المقطع بعد ردود أفعال غاضبة.
إدارة المستشفى قالت في بيان إن "ما تم نشره من بث مباشر لإجراء عملية قيصرية جاء بعد أخذ الإذن كتابياً من ولي أمر الحالة، التي تعود لسيدة من الجنوب، لكي يرى أهلها مولودها الأول وهي بعيدة عنهم".
من جانبه، اعتبر رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا (غير حكومية)، أحمد عبد الحكيم حمزة، أن نشر إدارة المستشفى للمقطع "جريمة علنية".
بدوره، دعا حمزة وزارة الصحة "لاتخاذ الإجراءات القانونية العاجلة بالتحقيق الإداري مع مدير المستشفى العام، نتيجة تعمدهم مخالفة القانون، لاسيما نص المادة 13 من قانون المسؤولية الطبية، التي تحرّم إفشاء أسرار المريض".
في السياق ذاته، قال الناشط السياسي حسن الصغير، على فيسبوك: "إذا طلب أهل المريضة نشر المقطع فالقانون وأخلاقيات المهنة ودينكم يمنعكم، فأنتم مستشفى حكومي ولستم تقدمون برنامجاً لما يطلبه المستمعون".
غير أن الصحفي محمود حسان المصراتي أكد أن صفحة المستشفى على فيسبوك "نشرت قبل 4 أيام من الحادثة مقطعاً آخر لعملية ولادة"، وكتب المصراتي على صفحته ساخراً: "حتى هي أكيد عابرة سبيل من كوالالمبور عيلتها (العائلة) يبو يشوفو (يرغبون في رؤية المولود)".
بدوره، ذكر المدون والناشط الإعلامي فرج شيتاو، أن "فيديو المستشفى نبذة بسيطة عما وصلنا إليه من حضيض وانحطاط أخلاقي".
في حين قال الصحفي منير الأشهب: "منذ سنوات وأنا أكتب عمّن له حق النشر في الحسابات الرسمية للمؤسسات الليبية، والمحتوى المنشور فيها، وأحاول توثيق كل الخروقات والتجاوزات".
الأشهب وصف بث المستشفى الحكومي لمقاطع الولادة بأنه "كارثة"، مشيراً إلى أن الحادثة "جديدة وغريبة على أهل البلاد".
من جهته، رفض الناشط تميم البرعصي تبرير المستشفى، وقال: "العائلة تقدر تشوف بمكالمة وليس ببث مباشر".
واكتفت إدارة المستشفى، في تعليقها على ردود الأفعال الغاضبة من نشر مقطع البث المباشر، بقولها على فيسبوك: "هو عمل فردي سوف تتم متابعته".