نشرت صحيفة Le Monde الفرنسية، الإثنين 9 يناير/كانون الثاني 2023، تقريراً حول ما تتعرض له الولايات المتحدة الأمريكية من مشاكل كارثية مع اجتياح مادة "الفنتانيل" المخدّرة صفوف الشباب بشكل خاص، والتي تؤدي إلى وفاة شخص واحد كل سبع دقائق في المتوسط، لأنها أشد فتكاً من الهيروين 50 ضعفاً ومن المورفين 100 مرة.
وقال التقرير، إن هذا العقار الاصطناعي غير المُكلف، والذي تم تصميمه في الأصل لتخفيف آلام مرضى السرطان، يؤدي إلى وفاة شخص واحد كل سبع دقائق في المتوسط.
ولفت التقرير نظر الرأي العام، إلى أنّ الولايات المتحدة تسجّل كلّ سبع دقائق في المتوسط وفاة شخص من آثار مخدر "الفنتانيل"، الذي يتوزع على شكل سائل وبودرة وأقراص، موضحاً أنه منذ صيف العام 2022، حذّرت شرطة مكافحة المخدرات من ترويج هذه المادة في نسخ متعددة الألوان، لإغواء جمهور أصغر سناً وأكثر سذاجة.
وحول مكافحته، فقد صادرت إدارة مكافحة المخدرات في الولايات المتحدة الأمريكية خلال عام 2022، ما يقرب من 379 مليون جرعة من الفنتانيل، وهو أعلى مستوى على الإطلاق.
مصدر مادة الفنتانيل" المخدّرة
وعن الجهات الضالعة في استيراد هذا المخدر، تقول الصحيفة إنها تتركز أساساً في شبكتين إجراميتين مكسيكيتين متنافستين، وهما: "سينالوا كارتل"، و"نكست جينيرايشن جاليسكو كارتل"، بحسب وزارة العدل الأمريكية.
التقرير كشف أيضاً أن المكونات الكيميائية لتصنيع هذا المخدر تجلب من الصين، ويتم تصنيعه في مختبرات سرية، ويتطلب نقله إلى الجانب الآخر من الحدود طريقة عمل كلاسيكية.
وفيما يتعلق بالإخفاء فالأمر يتعلق بالجرأة والبراعة، تقول الصحيفة، فقد تم العثور على هذه الحبوب بشكل خاص في علب "الليغو" أو جوز الهند، ويختلف سعر البيع اعتماداً على الموقع، ولكنه يتراجع عموماً بسبب كثرة العرض.
رحلة دخول المخدر للولايات المتحدة
كما أكدت صحيفة لوموند، أن الإعلام الأمريكي من جانبه سلّط الضوء على هذا المخدر الجديد.
إذ نشرت صحيفة واشنطن بوست سلسلة تحقيقات سلّطت فيها الضوء على ما أطسمتها الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها الإدارات المتعاقبة.
الصحيفة الأمريكية أوضحت أن وزارة الأمن الداخلي، التي تتحمل وكالاتها مسؤولية الكشف عن المخدرات غير المشروعة على حدود الدولة، فشلت في توسيع نطاق تقنيات الفحص والتفتيش عند المعابر الرسمية، وبدلاً من ذلك أنفقت 11 مليار دولار لبناء جدار حدودي لا يقوم بعمل كبير لوقف المتاجرين بالفنتانيل.
ونبّهت الصحيفة إلى صعوبة منع حركة مرور هذا المخدر بسبب الشبكات الاجتماعية، حيث يتصل مزيد من الشباب الذين يبحثون عن مسكنات الألم أو مضادات الاكتئاب، مباشرة بتجار المخدرات عبر الإنترنت، ليرسلوا لهم الطلب عن طريق البريد، وفي النهاية يجدون أنفسهم في حالة إدمان، علماً بأن "مليغراماً واحداً من الفنتانيل يعدّ جرعة قاتلة"، بحسب إدارة مكافحة المخدرات.
أرقام صادمة
كشفت لوموند الفرنسية، وفقاً لإحصائيات عام 2020، أنه من بين 41.1 مليون شخص يعانون من ضائقة صحية بسبب تعاطي المخدرات، تلقى 2.7 مليون فقط العلاج في مركز متخصص يوفر دواءً يمنع آثار المواد شديدة التخدير مثل: الهيروين أو الفنتانيل ويمنع الجرعة الزائدة.
وبحسب المصدر ذاته، يتجه مزيد من الشباب إلى "سناب شات" أو "تيك توك"، للبحث عن الحبوب المخدرة من مختلف الأنواع.
ويمثل "الفنتانيل" 90% من هذه المواد، ويتواصل هؤلاء الشباب الباحثون عن مسكنات الألم أو مضادات الاكتئاب، مباشرة مع تجار المخدرات عبر الإنترنت، ويتولى هؤلاء التجار إرسال طلباتهم عبر البريد العادي.
ووفقاً للسلطات الصحية الأمريكية، تم تسجيل 107622 حالة وفاة في العام 2021، بسبب تعاطي المخدرات، منها 66% مرتبطة بالفنتانيل.