قال يفغيني بريغوجين مؤسس مجموعة المرتزقة "فاغنر" الموالية للكرملين، إن جهود روسيا المحمومة الرامية إلى الاستيلاء على مدينة باخموت شرق أوكرانيا، تستهدف السيطرة على "المدن الموجودة تحت الأرض" والتي يمكن استخدامها لتكون قواعد للقوات والدبابات، بحسب صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 9 يناير/كانون الثاني 2023.
وكان البيت الأبيض قال في الأسبوع الماضي، إنهم يظنون أن يفغيني بريغوجين يسعى منذ 5 أشهر للاستيلاء على مناجم باخموت لأغراض تجارية. ويضطلع مرتزقة فاغنر بدور محوري في المعركة التي تدور على المدينة.
وبرغم ذلك، ادعى بريغوجين أن المناجم الموجودة في المنطقة يمكن أن تثبت أهميتها بالنسبة للهجوم الروسي.
كتب بريغوجين عبر تطبيق تليغرام، مطلع هذا الأسبوع: "أنظمة المناجم في سوليدار وباخموت، التي تعد في واقع الأمر شبكة من المدن الموجودة تحت الأرض، لا يمكنها فقط [الإبقاء] على مجموعة كبيرة من الأشخاص على عمق 80 إلى 100 متر، بل أيضاً [يمكنها الإبقاء على] الدبابات ومركبات المشاة القتالية، التي تستطيع التنقل من مكان إلى آخر هناك".
جاءت تعليقات بريغوجين بعد "هدنة في أعياد الميلاد" لمدة 36 ساعة، أعلن عنها بوتين في الأسبوع الماضي، لكنها خُرقت في مناسبات عدة عن طريق القوات الروسية.
أهمية المناجم والكهوف
كان بريغوجين، المعروف باسم "طباخ بوتين"، يشير إلى متاهة متعرجة من الكهوف ومناجم الملح التي تتكون من أكثر من 100 ميل من الأنفاق.
وتحتوي هذه المناجم والكهوف على مساحة شاسعة تحت الأرض، وكانت تستضيف في أوقات السلم مباريات كرة القدم وحفلات الموسيقى الكلاسيكية.
كما تضم الكهوف أيضاً معارض فنية ومصنع نبيذ تحت الأرض أوقف إنتاجه بعد أن أصدر الرئيس بوتين أمره إلى الدبابات بشن هجوم ضد أوكرانيا في فبراير/شباط.
يعد كثير من مقاتلي فاغنر المتورطين في معركة باخموت من المجرمين العنيفين الذين أُطلق سراحهم من السجون الروسية مقابل أداء خدمة عسكرية لمدة 6 أشهر.
إذ قال بريغوجين إن أولى مجموعات هؤلاء المجندين حصلت على العفو في الأسبوع الماضي. وكان من بين هؤلاء رجل أُدين سابقاً بالسجن 14 عاماً؛ لقتل جدته وإخفاء جثتها في قبو.
من جهته، قال القائد سكالا، المسؤول عن كتيبة استطلاع أوكرانية مستقرة بأحد مراكز القيادة تحت الأرضية في باخموت: "مقاتلو فاغنر الذين أسرناهم يقولون إن السجناء السابقين يُلقى بهم في الغالب في أسخن بقاع القتال بدون أية استعدادات. ويكون خلفهم وحدة تطلق النار على هؤلاء الذين لا يتقدمون إلى الأمام. يوضح هذا أنه ليس هناك كثيرون في روسيا مستعدين للقتال في أوكرانيا".
باخموت مهجورة
وعلى أثر القصف المتواصل، صارت شوارع باخموت مهجورة، وهي التي اعتادت الصخب في الماضي القريب، حتى إن السكان البالغ عددهم 70 ألف نسمة، لم يبقَ منهم إلا نحو 10%، ويعيش هؤلاء في أطلال المدينة، التي قصفتها الصواريخ الروسية، داخل هياكل منازلهم السابقة التي تعرضت للقصف.
وغالبية الأشخاص الذين بقوا بالمدينة يكونون في الأساس من كبار السن، أو شديدي الفقر، أو العنيدين جداً الذين رفضوا ترك المدينة.
فالمدينة ليس بها غاز تدفئة، ولا كهرباء، ولا مياه جارية. ويستخدم كثير من الأشخاص المواقد الصغيرة التي توقد بالأخشاب؛ كي يحاولوا تدفئة منازلهم في خضم درجات الحرارة المنخفضة التي هبطت إلى سالب 14 درجة مئوية في مطلع الأسبوع الحالي.