طالب زعيم المعارضة التركية ورئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، قادة ما يعرف بـ"طاولة الستة"، باختيار رئيس حزب الديمقراطية والتنمية "علي باباجان" -وزير الاقتصاد والخارجية السابق في حكومة أردوغان الأولى- ليكون مرشح المعارضة في الانتخابات القادمة حال وجود اعتراض من قادة المعارضة على ترشحه هو.
فبعد اجتماع استمر أكثر من 9 ساعات في مقر حزب المستقبل؛ بين قادة المعارضة في تركيا وضمن الجولة العاشرة من اجتماعاتهم لاختيار مرشح المعارضة في الانتخابات الرئاسية المقبلة في مواجهة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، شدد كليتشدار أوغلو على ضرورة الإعلان عن مرشح المعارضة في أقرب وقت.
وشهد الاجتماع تشديدات أمنية كبيرة، حيث تم تشغيل أجهزة تشويش داخل مقر انعقاد القادة، ومنع اقتراب أي شخص من مقر اجتماعهم؛ بما فيهم نواب قادة الأحزاب والوفود المرافقة لها.
ونشر زعيم حزب الديمقراطية والتنمية، علي باباجان، عقب اجتماع الطاولة، جزءاً من حوار تلفزيوني له قال فيه إن هدف تحالف المعارضة في طاولة الستة هو الفوز بالانتخابات وحل المشكلات القائمة في البلاد، حسب رأيه، وتحويل البلاد من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني.
ردود فعل
في أول ردود الفعل على ترشيح زعيم حزب الشعب الجمهوري لـ"علي باباجان"، قال عضو حزب الشعب الجمهوري السابق ورئيس حزب البلد، محرم إينجه، إن هناك أسباباً خفية وراء هذا الترشيح.
وأضاف أمام جمع من مؤيدي حزبه في ولاية أيدن التركية أن "علي باباجان سيغير الهوية التركية، فهو قدم وبيديه مفتاح إنجليزي.. سيغير الدستور إن لم يكن هناك أشياء أخرى لا نعلمها".
قطع الطريق على إمام أوغلو
من جانبه يرى الكاتب التركي أحمد هاكان أن ترشيح زعيم حزب الشعب الجمهوري لرئيس حزب التنمية والديمقراطية، علي باباجان، ليكون مرشح المعارضة، جاء كمحاولة أخيرة من كليتشدار أوغلو لمنع ترشح رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو للانتخابات الرئاسية بصورة نهائية، خاصة في ظل الدعم المتزايد لإمام أوغلو من رئيسة حزب الجيد ميرال أكشنر، أحد أعضاء طاولة الستة المعارضة.
وسرد هاكان في مقال بموقع "سي إن إن ترك" المواقف التي اتخذها زعيم حزب الشعب الجمهوري لإبعاد رئيس بلدية إسطنبول من الترشح للانتخابات، بدءاً من تصريحه بذلك مباشرة، حتى لا يخسر الحزب بلدية إسطنبول، وليس آخرها بإعلان دعمه ترشح علي باباجان رغم الأصوات المنادية بترشيح أكرم إمام أوغلو في مواجهة أردوغان.
إعلان المرشح قبل نهاية الشهر
ويرى الكاتب التركي عبد القادر سيلفي أن طاولة الستة ستعلن عن برنامجها الانتخابي خلال الاجتماع القادم لقادة المعارضة المشاركين في طاولة الستة، وهم قادة أحزاب "الشعب الجمهوري، والجيد، وسعادات، والمستقبل، والديمقراطية والتنمية، والحزب الديمقراطي"، خلال الاجتماع القادم الذي ستستضيفه زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنر.
وتوقع سيلفي في مقاله اليومي بجريدة حرييت التركية أن قادة طاولة الستة سيعلنون عن مرشحهم وبرنامجهم للانتخابات التركية خلال الاجتماع القادم المقرر عقده في 26 يناير/كانون الثاني القادم.
ويشير سيلفي أن أنصار كليتشدار أوغلو في حزب الشعب الجمهوري رتبوا أنفسهم على ذلك التاريخ للإعلان عن ترشيح زعيم حزبهم للانتخابات الرئاسية، حتى يتمكنوا من الإعداد مبكراً لشكل التحالف الانتخابي وإدارة الحملة الانتخابية بشكل مناسب.
وأشار سيلفي أن زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو لا يزال ممسكاً بأوراق اللعبة على طاولة الستة؛ رغم إعلانه دعم ترشح رئيس حزب الديمقراطية والتنمية علي باباجان؛ نظراً لحصته الانتخابية التي يملكها في تركيا، والتي تقدر بنحو 27% من أصوات الناخبين.
ويرى سيلفي أن كليتشدار أوغلو قد يتمكن من إقناع قادة الستة، خاصة الأحزاب الصغيرة منها، بدعمه ليكون مرشحاً رئاسياً في الانتخابات القادمة، مقابل السماح بدخول نوابهم على قوائم حزب الشعب الجمهوري ضمن مرشحي القائمة، بما يضمن حصولهم على مقاعد داخل مجلس النواب التركي البالغ عدد مقاعده 600 مقعد.
خلافات حول الحقائب الوزارية
وكان الكاتب التركي المعارض، فاتح برتقال، أشار قبل يومين إلى وجود خلاف كبير حول قادة طاولة الستة حول الحقائب الوزارية التي يطالب كل حزب بنيلها، حال فوزه التحالف المعارض في الانتخابات القادمة.
وكشف برتقال في بث مباشر عبر قناته على يوتيوب، أن حزب الشعب الجمهوري يطالب بوزارات التعليم والخزانة والمالية ووزارة الخارجية ووزارة العدل، فيما يطالب حزب "الجيد" بوزارات الصحة والداخلية والأسرة والخدمات الاجتماعية ووزارة الزراعة والغابات.
وفيما يطالب حزب التنمية والديمقراطية بوزارة الخزانة والمالية والعدل ووزارة الخارجية، يريد حزب المستقبل -بحسب برتقال- وزارة العدل والخارجية والتعليم.
وأضاف الكاتب التركي المعارض أن حزب السعادة طالب بوزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية ووزارة الزراعة، وكان مطلب الحزب الديمقراطي هو وزارة الثقافة والسياحة.
الخلاف الواضح بين قادة المعارضة، بدءًا من توزيع الحقائب الوزارية وصولاً إلى اسم مرشحهم للانتخابات الرئاسية رغم مرور أكثر من عام على تشكيله وعقدهم 10 اجتماعات متتالية؛ دفع نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا نعمان قورتولموش للقول بأن هؤلاء القادة، وبإدارتهم لطاولة المعارضة، لن يستطيعوا إدارة دكان صغير، فضلاً عن إدارة دولة كتركيا.