رصدت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الأحد 8 يناير/كانون الثاني 2023، الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المصريون، من ارتفاع السلع الأساسية واتجاه المواطنين إلى خفض استهلاكهم منها، بل وعدم توافرها في بعض المتاجر، وذلك بالتزامن مع تراجع قيمة الجنيه المصري أمام الدولار بنسبة 36.5% العام الماضي، ما جعله ثالث أسوأ العملات أداءً في العالم بعد الروبية السريلانكية والبيزو الأرجنتيني.
الصحيفة أوضحت في تقريرها، أن ارتفاع الأسعار في مصر أدى إلى زيادة تكلفة استيراد المواد الغذائية على الحكومة، مشيرة إلى أن معدل التضخم بلغ نحو 19% في نوفمبر/تشرين الثاني، ويتوقع خبراء الاقتصاد ارتفاعه إلى 25% بحلول مارس/آذار.
ارتفاع أسعار السلع الأساسية
وارتفعت أسعار السلع الأساسية مثل اللحوم والملابس والسفر والأدوية، بل إن سلعاً مثل الخبز والأرز وزيت الطهي لا تتوافر في بعض المتاجر، وفق مسؤولين حكوميين.
وبحسب الصحيفة، فإن كثيراً من المصريين، الذين يحصل غالبيتهم بالفعل على الخبز وحصص غذائية من الحكومة، قالوا إنهم بدأوا في تخفيف استهلاكهم لمجموعة متنوعة من السلع والخدمات بسبب الأزمة الاقتصادية.
من جانبه، قال محمد وهبة، رئيس شعبة الجزارين بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن مبيعات اللحوم في مصر تراجعت بنحو 25% الشهر الماضي. وقال بعض الجزارين في العاصمة إن الطلب تراجع إلى النصف.
إغلاق محلات
والتقت الصحيفة عدداً من المصريين لرصد الأزمة، حيث قال المواطن أحمد قطب (53 عاماً)، إنه قد يغلق محله الخاص ببيع الدواجن، لأنه يخسر أمواله. وقال: "الدجاج الآن للأثرياء"، وقال إن الناس يفضلون شراء أرجل الدجاج الأقل تكلفة.
بينما حمّل محمود إبراهيم (55 عاماً)، وهو مدرس بمدرسة ثانوية، الحكومة مسؤولية ارتفاع الأسعار والتضخم.
وقال: "طلب الحكومة من الناس أن تأكل أرجل الدجاج يؤكد فشلها في إدارة الأزمة.. كان الله بعوننا.. لا حياة كريمة في هذا البلد".
ويستقل إبراهيم حافلة صغيرة ليذهب إلى العمل بدلاً من القيادة، وقال إن بطاقته التموينية التي تصدرها الحكومة بقيمة 200 جنيه مصري شهرياً -أي ما يعادل 7.35 دولار أمريكي- لم تعد توفر ما كانت توفره من قبل. واشترى مؤخراً 10 بيضات وقطعة جبن أبيض ونصف كيلو دجاج؛ على أمل أن تكفي عائلته المكونة من أربعة أفراد لمدة أسبوع.
التوقف عن أكل الدجاج
فيما توقف أحمد علاء، طالب بالمدرسة الثانوية يبلغ من العمر 19 عاماً، عن أكل الدجاج، وتعتريه حالة من التوتر بداية الشهر حين يضطر هو ورفاقه الأربعة في السكن إلى جمع 1000 جنيه لدفع إيجار شقتهم المشتركة.
بينما تعتبر هاجر خالد (30 عاماً) نفسها محظوظة لحصولها على وظيفة في شركة مدفوعات ناشئة، تمنحها راتباً شهرياً بقيمة 10 آلاف جنيه. لكنها مع ذلك توقفت عن شراء مستحضرات التجميل، مع ارتفاع أسعار السلع المستوردة؛ جراء الجهود الحكومية للحفاظ على الدولارات.
وتقول هاجر إن لديها أصدقاء كثراً يرغبون في الرحيل عن مصر، وهي تفكر في الانتقال إلى الإمارات، التي يعمل بها شقيقها.أما هانم محمد، بائعة خضراوات، فقالت إن أعداد مَن يشترون الخضراوات التي تبيعها مع ابنها في وسط القاهرة، تراجعت.