طالبت الكويت، الأحد 8 يناير/كانون الثاني 2023، القاهرة القاهرة بإجراء تحقيق حول ملابسات فض "عناصر أمن مجمع تجاري" لمشاجرة بين طلاب كويتيين يدرسون في محافظة الإسكندرية شمالي مصر.
وجاءت المطالبة في بيان للخارجية الكويتية غداة مطالبة نواب كويتيين باستدعاء السفير من القاهرة؛ رفضاً لما قالوا إنه "اعتداء" على الطلاب، وبالتزامن مع إعلان السفارة الكويتية أن "أمن مجمع تجاري تدخل لفض مشاجرة بين طلبة كويتية وتم الإفراج عنهم"، وسط حالة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت.
وقالت الخارجية الكويتية إن "واقعة مشاجرة حدثت السبت، بين عدد من الطلبة الكويتيين الدارسين بأحد المجمعات التجارية في مدينة الإسكندرية وتم الإفراج عنهم جميعاً"، دون ذكر عددهم.
كما تواصل نائب وزير الخارجية الكويتي منصور العتيبي مع سفير مصر لدى الكويت أسامة شلتوت بشأن "اعتداء بعض رجال الأمن على بعض الطلبة أثناء المشاجرة"، وفق البيان.
الخارجية أضافت أن العتيبي "طالب بسرعة قيام مصر بتحقيق في واقعة الاعتداء ومحاسبة مرتكبيه"، واصفاً إياها بأنها "تصرفات فردية مرفوضة".
ولم يتطرق البيان الكويتي إلى تعقيب السفير المصري، ولم يصدر عن السلطات المصرية إفادة حتى الساعة 15:30 بتوقيت غرينتش.
وأفراد أمن المجمعات التجارية في مصر هم عناصر مدنية تتبع شركات أمن خاصة وليس وزارة الداخلية.
مطالبات بالتحقيق
والسبت، طالب نواب كويتيون بالتحقيق في الواقعة، وبينهم النائب حمد المطر الذي طالب عبر حسابه في "تويتر" باستدعاء سفير بلاده من القاهرة.
وقالت سفارة الكويت بالقاهرة، عبر بيان السبت، إن مقطع الفيديو المتداول على منصات التواصل الاجتماعي يعود إلى "مشاجرة بين طلبة كويتيين بمجمع تجاري"، وإن "أفراد أمن المجمع تدخلوا لفضها".
السفارة الكويتية دعت إلى "الالتزام بالأنظمة والقوانين المعمول بها في مصر"، معبرة عن "استيائها لمثل هذه التصرفات التي بدرت من بعض أبنائها الطلبة".
ولم يتحدث بيان السفارة السبت عن "اعتداء" على نحو ما جاء في بيان الخارجية الكويتية الأحد، الذي يتزامن مع موجة تغريدات غاضبة مما تضمنه مقطع الفيديو.
فيما نشر حساب "تفتيش الكويت" على موقع تويتر، مقطع فيديو يوثّق لحظة اعتداء عدد من رجال الأمن في مصر على الطلبة الكويتيين والقبض عليهم.
وأكد طلبة كويتيون يدرسون في الفرقة الأولى بكلية الطب البشري، أن مشكلةً حدثت مع الأمن المصري ويتم توقيف الطلبة الكويتيين عشوائياً والقبض عليهم.
غضب واسع
رواية السفارة الكويتية التي تعاملت مع الأمر على أنه مشاجرة بين الطلبة أثارت حالة من الغضب بين الكويتيين الذين انتقدوا موقف السفارة.
إذ قال الصحفي الكويتي حمد السريع: "بيان معيب من السفارة الكويتية في مصر. فإذا كانوا طلبة كويتيين متشاجرين مع بعض فلماذا يعتدي عليهم رجال الشرطة. فدور الشرطة فض المشاجرة وإبعادهم عن بعض وليس الاعتداء عليهم كما شاهدنا!".
أما المحامي سعيد الشحومي فغرد متعجباً: "ضرب طلبة الكويت وسحل الطلبة بالشارع في الإسكندرية، وسط صمت أعضاء مجلس الأمة وتخاذل السفارة الكويتية في مصر، والاكتفاء فقط بالتصريح!".
وكتب مغرد يدعى فيصل: "الكويتي في مصر اتضرب على قفاه على قولتهم والسفارة تحط اللوم عليه.. تخيل الموقف بالعكس شرطي كويتي يضرب مصري على علباه (قفاه) شنو ردة فعل السفارة والخارجية المصرية".
بينما سخر ناشط: "اللي يحب النبي يضرب! الدول المتقدمة ممنوع عندهم الضرب والعنف حتى لو مجرم! هذا غير التصوير (الفيديو). بعد البيان الأخير من السفارة الكويتية في مصر غسلت ايدي منهم على (الدنيا السلام)".
يشار إلى أن الطلاب الكويتيين هم أكثر الجنسيات التي تدرس في الجامعات المصرية.
وتقول تقارير كويتية، إن نحو 6 آلاف طالب كويتي سجّلوا رغبتهم حتى نهاية العام الماضي، في الالتحاق بالجامعات المصرية عن طريق مبادرة "ادرس في مصر"، التي أطلقتها الدولة المصرية.