اقتحم أنصار الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو القصر الرئاسي، ومبنى الكونغرس، والمحكمة العليا، وعدداً من الوزارات في العاصمة برازيليا، وذلك بعد أسبوع من تنصيب لولا دا سيلفا، فيما نقلت فيديوهات نشرتها وسائل الإعلام مشاهد ارتبطت بشكل كبير بذاكرة اقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي بعد رفض دونالد ترامب نتائج خسارته في الانتخابات.
بحسب ما نقلت وكالة رويترز، فقد اقتحم حاجزاً لقوات الأمن واجتاحوا مقرات وزارات ومبنى الكونغرس في العاصمة برازيليا.
وقال رئيس مجلس الشيوخ المؤقت فينيزيانو فيتال دو ريغو، لشبكة CNN الأمريكية الأحد، إن المتظاهرين وصلوا إلى القاعة الخضراء الواقعة خارج غرف مجلس النواب بالكونغرس.
كما ذكرت الشبكة أن بعض المتظاهرين نجحوا في اقتحام المحكمة الاتحادية العليا وقصر بلانالتو الرئاسي، والرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ليس موجوداً حالياً في القصر، ولا يوجد أي من مجلسي الكونغرس في حالة انعقاد حالياً.
من جانبها، فرضت قوات الأمن في البرازيل طوقاً على المباني الحكومية، مع خروج مئات المتظاهرين المؤيدين لليميني جائير بولسونارو، ولكن المتظاهرين تمكنوا من كسر هذا الطوق.
وأطلقت الشرطة الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، فيما أظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، المئات من أنصار بولسونارو، يتظاهرون في العاصمة برازيليا، وخلال اقتحامهم لمبنى البرلمان.
الرئيس السابق لا يعترف
وأدى الزعيم اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا اليمين رئيساً للبرازيل، الأحد 1 يناير/كانون الأول 2022، ليبدأ فترة ولايته الثالثة، وسط توتر ساد العاصمة برازيليا لتهديدات من أنصار بولسونارو، واحتفالات كرنفالية لأنصار سيلفا.
وأدى لولا اليمين وسط إجراءات أمنية مشددة في العاصمة، بعد تهديدات من أنصار بولسونارو بارتكاب أعمال عنف.
وتغلب لولا (77 عاماً) بفارق ضئيل على بولسونارو في أكتوبر/تشرين الأول 2022، ليفوز بفترة رئاسية ثالثة غير مسبوقة، وبعدما أمضى عاماً ونصف العام في السجن في اتهامات فساد أُسقطت لاحقاً.
وفي سنوات حكمه الماضية كرئيس ينتمي لحزب العمال، نجح القيادي النقابي السابق في إخراج ملايين البرازيليين من الفقر خلال طفرة في أسعار السلع الأولية دعمت الاقتصاد.
ويواجه الآن تحدياً هائلاً لتحسين اقتصاد البرازيل الذي يعاني من ركود وفي الوقت نفسه توحيد بلد أشاع فيه حكم بولسونارو حالة من الاستقطاب.
وغادر بولسونارو البرازيل متوجهاً إلى فلوريدا، الجمعة، حتى لا يضطر لتسليم الوشاح لمنافسه، الذي لم يعترف حتى الآن بفوزه.
وينظم أنصاره مظاهرات منذ شهرين احتجاجاً على ما يعتبرونها سرقة الانتخابات، ودعوا إلى انقلاب عسكري لمنع لولا من العودة إلى السلطة وسط أعمال تخريب وعنف.