أظهر استطلاع جديد للرأي أنَّ غالبية الإسرائليين العلمانيين يشعرون بتهديد متزايد لأسلوب حياتهم، في ظل الحكومة اليمينية في إسرائيل، حيث وجد المعهد الإسرائيلي للديمقراطية أنَّ 70% من اليهود العلمانيين قلقون بشأن ما يمكن أن تعنيه القوة المتزايدة للجماعات الدينية واليمينية المتطرفة في المجتمع الإسرائيلي بالنسبة لهم، بحسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
وبعد انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، كان هناك تفاؤل بشأن حالة الديمقراطية في البلاد، حين اعتقد 46% من الناس أنَّ الأمور ستتحسن، بزيادة قدرها 11 نقطة عن أكتوبر/تشرين الأول، لكن منذ ذلك الحين تراجعت الأرقام مرة أخرى، مع تزايد المخاوف بشأن مخاطر تقويض الحكومة الجديدة لسيادة القانون والديمقراطية في البلاد.
ويشعر نحو 43% من الإسرائيليين بالتفاؤل مقابل 40% يتشاءمون. ومع ذلك فإنَّ الاستطلاع يعكس فقط وجهات النظر حتى 22 ديسمبر/كانون الأول ومنذ ذلك الحين، وافقت الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بقيادة بنيامين نتنياهو، على حكومة ائتلافية جديدة مع عدد من الأحزاب الدينية اليمينية المتطرفة، التي تدعو إلى دور أكبر لليهودية في الحياة العامة، وإصلاح جذري للنظام القانوني.
فيما أعلن وزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين عن خطط لإصلاحات قانونية من شأنها إصلاح النظام القضائي في البلاد، والحد من سلطة المحكمة العليا، وحذر نشطاء وشخصيات معارضة، بمن فيهم رئيس الوزراء السابق يائير لابيد، من أنَّ الإصلاحات تشكل تهديداً خطيراً للديمقراطية و"ثورة على نظام الحكم في إسرائيل".
وبحسب الاستطلاع، اتفق 49% من المُستطلَعة آراؤهم على أنَّ "الحكم الديمقراطي في إسرائيل في خطر كبير"، وهو نفس الرقم المسجل في العام الماضي.
ومع ذلك، كشفت النتائج أيضاً عن زيادة الاستقطاب. على اليمين، الذي يجد نفسه الآن في السلطة، كان هناك انخفاض في عدد الأشخاص الذين يعتقدون أنَّ الحكم الديمقراطي في إسرائيل في خطر كبير، إذ وافق 30% فقط على هذا الرأي، وفي المقابل يعتقد أكثر من ثلثي اليسار (80%) والوسط (74%) أنَّ ديمقراطية البلاد في خطر.
مفاوضات الائتلاف الحكومي
إضافة إلى ذلك، وجد الاستطلاع أنَّ معظم الإسرائيليين يعتقدون أنَّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أساء إدارة مفاوضات الائتلاف، إذ قال أكثر من 60% من المُستطلَعين إنَّ مفاوضات نتنياهو اتخذت "مساراً سيئاً" أو "رهيباً"، بينما قال الثلث فقط إنها كانت جيدة أو ممتازة.
ووفقاً للاستطلاع، كان جزءاً من هذا الرأي السلبي هو أنَّ 62% من الإسرائيليين شعروا أنَّ نتنياهو قدم تنازلات كبيرة جداً لحلفائه اليمينيين، وشعرت أغلبية ضئيلة من الإسرائيليين، حوالي 52%، أنَّ التنازلات التي قدمها نتنياهو يمكن أن تضر بمكانة إسرائيل في المجتمع الدولي، بينما اعتقد 48% من الإسرائيليين أنَّ الحكومة الائتلافية الجديدة ستقوض الوضع المدني للمواطنين الفلسطينيين في إسرائيل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، اقتحم وزير الأمن القومي المُعيَّن حديثاً في البلاد، إيتمار بن غفير، المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، وأثارت الخطوة توترات في الأراضي المحتلة وإدانات دولية.
من يملك السلطة في إسرائيل
كما طلب الاستطلاع من الإسرائيليين تقييم التأثير السياسي لمجتمعات إسرائيل المختلفة: اليهود الأرثوذكس المتشددون، والفلسطينيون، والنساء، ورأى أكثر من 75% من المستجيبين أنَّ المجتمع الأرثوذكسي المتشدد في البلاد يتمتع بنفوذ كبير مقارنة بنصيبه من السكان.
وفي المقابل، رأى غالبية المُستطلَعين أنَّ الفلسطينيين والنساء لا يتمتعون بسلطة سياسية تتناسب مع حصتهم من السكان.