علق أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، على الهجوم الذي شنه بعض النقاد المصريين مؤخراً على الشيخ محمد متولي الشعراوي، وقال إن الإمام الشعراوي؛ هو رمز العلم والوطنية، وذلك بعد يوم من دخول الأزهر على خط الأزمة، فيما قررت أسرة الراحل إقامة دعوى جديدة ضد الناقدة ماجدة خير الله بشأن إساءتها للشعراوي.
ولا يزال وسم الشيخ الشعراوي متصدراً على موقع مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، إثر إعلان وزارة الثقافة خطة الأعمال المسرحية لعام 2023، ومن بينها مسرحية عن الشيخ الشعراوي، وهو ما أثار جدلاً واسعاً بين مؤيديه ومعارضيه.
وعبر صفحته على فيسبوك، قال الأزهري السبت 7 يناير/كانون الثاني 2023، إن الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي رمز العلم والوطنية والعطاء المصري لكل العالم العربي والإسلامي، لكن البعض لهم ثأر مع الإمام الشعراوي لسبب مجهول.
وتابع الدكتور أسامة الأزهري: "يقول أحدهم في رواياته إن الصحابة الكرام قتلة ودواعش، فليس غريباً أن يقول مثل هذا عن الإمام الشعراوي الذي حمى الناس من التطرف والإرهاب".
وأضاف أنه منذ 50 سنة والإمام الشعراوي يملأ الدنيا علماً، فما رأينا أحداً أراق قطرة دم، ولا حمل السلاح، ولا صار داعشياً بسبب كلمة سمعها من الشيخ الشعراوي.
ورد الأزهري على من يدعي أن الإمام الشعراوي ضد الأقباط، قائلاً: "يرد عليه رأس الأقباط البابا شنودة إذ يقول في رثاء الإمام الشعراوي: لقد تأثرنا كثيراً لوفاة صاحب الفضيلة الشيخ متولي الشعراوي، فهو رجل عالم متبحر في علمه، وهو أيضاً محبوب من الآلاف وعشرات الآلاف ومئات الآلاف، وموضع ثقة من كثيرين في كل ما يبديه من رأي".
كما رد الأزهري أيضاً على من يقول إن الإمام الشعراوي تعامل مع الشعب المصري على أنه نجم وليس شيخاً، فيرد عليه الشعب المصري بهذا الفيديو في جنازة الشيخ الشعراوي الذي يفيض حباً وتقديراً، والشعب المصري لا يخدعه أحد، ولا يتعالى عليه أحد، بل يعرف الصادق من الكاذب.
والجمعة، نشر الأزهر سلسلة منشورات ضمت صوراً ومقاطع فيديو متتابعة للشعراوي، تطرقت إلى سيرته ومسيرته بالأزهر وإسهاماته.
إذ قال الأزهر عبر صفحته الرسمية بفيسبوك: "الشعراوي وهب حياته لتفسير كتاب الله وأوقف عمره لتلك المهمة، فأوصل معاني القرآن لسامعيه بكل سلاسة وعذوبة، وجذب إليه الناس من مختلف المستويات، وأيقظ فيهم ملكات التلقي".
"مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية" أوضح أن الراحل كان مثالاً للعالِم الوسطي، وله "مواقف وطنية مشرفة ضد قوى الاحتلال، وجهودٌ موفقة في رد الشبهات عن الإسلام والقرآن".
كما وصلت المعركة صداها أيضاً إلى البرلمان المصري، حيث تقدمت عضو مجلس النواب فريدة الشوباشي قبل ثلاثة أيام بطلب إحاطة لرئيس الوزراء ووزيرة الثقافة، استنكرت فيه إنتاج عمل مسرحي لتكريم الشعراوي.
دعوى قضائية
من جانبها، أعلنت أسرة الشيخ محمد متولي الشعراوي إقامة دعوى جديدة ضد الناقدة ماجدة خير الله، بشأن تصريحاتها الأخيرة وإساءتها للراحل، وذلك بعد يومين من إعلانها مقاضاة الناقد طارق الشناوي.
إذ قالت زوجة محمد الشعراوي حفيد الراحل في تصريحات لوسائل إعلام مصرية: "قررت الأسرة تكليف المحامي سمير صبري برفع دعوى قضائية على الناقدة ماجدة خير الله، مثلما تقدمت ببلاغ ضد الناقد طارق الشناوي لإساءته للراحل أيضاً".
وكان الناقد الفني طارق الشناوي أول من شن هجوماً لاذعاً على الشعراوي عقب الإعلان عن المسرحية قائلاً: "كانت له أفكار رجعية جداً، وروحانياته متخلفة وليست عصرية"، وعلى إثرها أعلنت أسرة الشعراوي مقاضاة الشناوي.
بعد ذلك، وجهت الناقدة ماجدة خير الله انتقادات للراحل قائلة في تصريحات صحفية: "الشعراوي لم يفِد المجتمع وليس رجلاً تنويرياً، كان رافضاً للعلم، وعمل فتنة بين المسلم والمسيحي، وحقق ثروات مرعبة".
فيما ردت زوجة حفيد الشعراوي على تصريحات ماجدة خير الله قائلة: "الراحل معروف مصدر ماله وكان يتقي الله، تنازل عن حقوقه في الإذاعة والتلفزيون لمصر، وبنى معهداً دينياً ومسجداً، وأنشأ جمعية خيرية في السيدة نفيسة وبنى مستشفى، ومجمعاً خيرياً".
من جهتها، نفت وزيرة الثقافة نيفين الكيلاني عرض عمل مسرحي للشيخ الشعراوي على المسرح، لافتة إلى أنها وجهت باختيار شخصيات مؤثرة في كل المجالات، دون الإعلان عنها قبل الموافقة عليها من لجنة مختصة.
الكيلاني ذكرت أن اسم الشعراوي تترددت حوله "آراء كثيرة جداً وتحفظات من كافة المجالات الثقافية والفنية"، مشيرة إلى أن الأسماء المطروحة يجب أن يكون لها "أثر إيجابي وتنويري على المجتمع، لمكافحة الأفكار الظلامية والمتطرفة"، وفق تعبيرها.
الشعراوي.. أشهر مفسري القرآن في العصر الحديث
ولد الشيخ محمد متولي الشعراوي في 15 أبريل/نيسان عام 1911، بقرية دقادوس، مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وأتمّ حفظ القرآن الكريم وعمره 11 عاماً، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1923.
وبعد حصوله على الثانوية الأزهرية، أصرّ والده على إكماله الدراسة في الأزهر، وتخرج في كلية اللغة العربية عام 1940.
وتولى الشعراوي منصب مدير إدارة مكتب شيخ الأزهر الأسبق حسن مأمون عام 1964، ورئيس بعثة الأزهر الشريف في الجزائر عام 1966.
كما ولي منصب وزير الأوقاف وشؤون الأزهر عام 1976، وشغل عضوية مجمع البحوث الإسلامية، ومجمع اللغة العربية، ومجلس الشورى منذ عام 1980.
ويعد الشعراوي من أشهر مفسري معاني القرآن الكريم في العصر الحديث، حيث عمل على التفسير بطرق مبسطة وأساليب ميسرة للعامة، مما جعله يستطيع الوصول إلى شريحة أكبر من المسلمين في جميع أنحاء العالم العربي، لدرجة أن لقبه بعض الناس بإمام الدعاة، وقد رحل عن عالمنا عام 1998.