تواجه كييف مشكلة متنامية مع ارتفاع تكلفة إسقاط طائرات مسيَّرة إيرانية الصنع، عمدت روسيا إلى استخدامها بكثافة ضد أوكرانيا في الأشهر الأخيرة، بحسب ما نشره موقع Business Insider الأمريكي، الخميس 5 يناير/كانون الأول 2022.
تتكلف طائرات "شاهد-136" التي تنشرها روسيا فوق أوكرانيا، أقل من 20 ألف دولار، بينما إسقاط واحدة من السماء يمكن أن يكلف ما بين 140 ألف دولار و500 ألف دولار، حسبما ذكر الموقع الأمريكي.
واعتمدت القوات الروسية بشكل متزايد، على المسيّرات الإيرانية شاهد-136، التي تدمر نفسها عند ملامستها لهدفها.
وفيما قالت أوكرانيا في بداية العام إنها استطاعت إسقاط نحو 84 من هذه الطائرات المسيَّرة، إلا أن هذا الإنجاز الرائع من المحتمل أن يكون من الصعب الحفاظ عليه؛ نظراً إلى التكلفة.
واستخدمت أوكرانيا مجموعة متنوعة من الأساليب لوقف المسيّرات الإيرانية، من ضمنها إعادة استخدام مدافع مضادة للطائرات تعود إلى الحقبة السوفييتية، وأُطلِقَت كذلك نيران الأسلحة الصغيرة والصواريخ التي أطلقتها الطائرات الحربية.
قدرة المسيّرات الإيرانية
وقال جيمس روجرز، الأستاذ المشارك في دراسات الحرب بجامعة جنوب الدنمارك والذي قدم نصائح للأمم المتحدة بشأن الطائرات المسيَّرة في ديسمبر/كانون الأول 2022، إن طائرات شاهد-136 تطير "ببطء وعلى مستوى منخفض، وتحاول حرفياً الطيران تحت مستوى الرادار".
وتهدف الطائرات المسيَّرة، التي أُطلِقَت في موجات من ستة أو سبعة في وقت واحد، إلى العمل كسرب بدائي للتغلب على الدفاعات.
خلال هجوم العام الجديد، قال المسؤولون الأوكرانيون إنهم نشروا خياراً أكثر تكلفة لمواجهتهم، حيث أطلقوا عدة مرات صواريخ من أنظمة صواريخ أرض-جو الوطنية المتقدمة.
تُعَد صواريخ سام النرويجية المتقدمة نظاماً دفاعياً جوياً قصير إلى متوسط المدى أرسلته الولايات المتحدة إلى أوكرانيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وإطلاقها يكلف 500 ألف دولار.
لكن ماتيو بوليغ، الخبير الروسي في "تشاتام هاوس" بلندن، قال للصحيفة إن التكلفة "غير ذات صلة طالما استمر الغرب في تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا".
في ديسمبر/كانون الأول، أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تطوراً، باتريوت، إلى أوكرانيا.
لكن المسؤولين قالوا إن هذا ليس حلاً سحرياً، على وجه التحديد بسبب فارق التكلفة بين إطلاق طائرة مسيَّرة إيرانية رخيصة والدفاع ضدها بصاروخ باتريوت من الطراز الأول.
كتب مارك كانسيان وتوم كاراكو، الخبيران العسكريان في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وقد سعَّرا طائرة شاهد المسيَّرة بنحو 50 ألف دولار، بدلاً من 20 ألف دولار، عن هذا الأمر في ديسمبر/كانون الأول: "الطائرات الروسية والصواريخ الباليستية عالية القيمة ستكون أهدافاً مناسبة".
وأضافا: "إطلاق صواريخ بقيمة 4 ملايين دولار على صواريخ كروز روسية بقيمة 250 ألف دولار قد يكون مبرراً إذا كانت تلك الصواريخ تستهدف أهدافاً حساسة. أما إطلاق صاروخ بقيمة 4 ملايين دولار على طائرة إيرانية مسيَّرة قيمتها 50 ألف دولار فلن يكون مبرراً على الأرجح".