في تصريحات أثارت غضباً إسرائيلياً، هدد النائب الأردني ينال فريحات الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير الذي اقتحم مع مجموعة من المتطرفين المسجد الأقصى، برد قوي من الشعبين الفلسطيني والأردني، مشيراً إلى أنه لن يكن مجرد كلام، داعياً حكومة بلاده إلى اتخاذ موقف غير استدعاء السفير.
وأثارت تصريحات فريحات غضباً واسعا بإسرائيل، معتبرين تصريحات النائب الأردني عن خطوة بن غفير الاستفزازية دعوة على التحريض، إذ كتب أحد المغردين باللغة العبرية: "تصريح قاس جداً لعضو مجلس النواب الأردني يانيل فرحات".
فيما كتب يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو: "تذكير، تأتي كل مياه وغاز الأردن تقريبًا من إسرائيل. كما يتم استخدام المجال الجوي الإسرائيلي من قبل جميع الرحلات الجوية الأردنية إلى أوروبا وأمريكا".
فيما كتب الإعلامي الإسرائيلي المسمى جاي ميعان: "النائب الأردني المدعو ينال فريحات يهدد إسرائيل العظمى بالرصاص. ههههه لو ارتكب الأردن هذه الحماقة سنهزم الجيش الأردني كما هزمناه حربي 1968 و1967، وسندخل عمان فاتحين كما فتحنا القدس يافا وحيفا، وسوف نرحّل النائب فريحات كما رحّلنا أجداده من أرض إسرائيل المباركة خلال النكبة".
تصريحات أغضبت إسرائيل
وقال فريحات في جلسة برلمانية إن بركاناً سيأتي بعد اقتحام الوزير اليميني المتطرف للمسجد الأقصى، مشيراً إلى أن الرد سيكون في المرة المقبلة بالرصاص، وأضاف فريحات أن الشعب الأردني لا يثق بالحكومة الأردنية، وعلى الحكومة من أجل استعادة الثقة استغلال الفرصة الذهبية بتبني مواقف قوية تجاه القضية الفلسطينية، وأي خطوة من الحكومة بشكل رسمي تكون في الدفاع عن المسجد الأقصى ستحظى بدعم شعبي أردني كبير وربما تسهم في ردم الفجوة الكبيرة بين الشعب والحكومة.
كما أكد النائب الأردني أن الشعب الأردني يعشق الأقصى وسيتحول الشعب إلى "فدائيين واستشهاديين من أجل الأقصى ومن أجل فلسطين"، على حد قوله.
كما وصف مجلس النواب الأردني (الغرفة الأولى للبرلمان)، الحكومة الإسرائيلية الجديدة بـ"حكومة إرهاب"، وجاء ذلك في بيان للمجلس خرج عن المألوف في مفرداته وتعابيره، تلاه رئيس البرلمان أحمد الصفدي قبيل بدء جلسة تشريعية، في معرض استنكاره اقتحام وزير إسرائيلي للمسجد الأقصى.
وقال البرلمان إن "ما تفعله حكومة الاحتلال من ممارسات استفزازية واقتحام للمسجد الأقصى يبرهن على أنها حكومة إرهاب تميل إلى التطرف والخراب وتؤجج الصراع في المنطقة". ورأى أن ذلك "يستوجب من المجتمع الدولي وقواه الفاعلة والمؤثرة التدخل لوقف هذه الإجراءات التي تشكل انتهاكاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية".
كما عبّر البرلمان عن دعمه "الخطوة التي اتخذتها الحكومة باستدعاء سفير دولة الاحتلال". وشدّد على أنه "يتوجب على الفور وقف الممارسات الاستفزازية التي تنذر بمزيد من التوتر والغليان في المنطقة، فلم يعد مقبولاً هذا التطاول والتدنيس لأرض الأنبياء المقدسة".
اقتحام الأقصى
واقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، صباح الثلاثاء 3 يناير/كانون الثاني 2023، ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وسط حراسة أمنية مشددة لشرطة الاحتلال الإسرائيلي، بحسب ما أفادت به تقارير محلية.
فيما توالت ردود الأفعال الداخلية والدولية على اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، إذ اعتبر أعضاء بالكنيست (البرلمان) من المعارضة الإسرائيلية أن خطوة بن غفير بمثابة "استفزاز وخطر على أمن إسرائيل"، فيما قالت الخارجية الأردنية إن إسرائيل تتحمل التبعات الخطيرة لاقتحام الأقصى.
بدوره علّق السفير الأمريكي في إسرائيل على الحادثة قائلاً إن واشنطن أوضحت للحكومة الإسرائيلية أنها تعارض أي مسّ بالوضع القائم في المسجد الأقصى في أعقاب اقتحام بن غفير.
وداخلياً قالت حركة الجهاد الإسلامي إن اقتحام بن غفير للأقصى عدوان على الفلسطينيين، والاحتلال يتحمل مسؤولية دفع الأوضاع للانفجار، وقالت حركة حماس بدورها: "اقتحام إيتمار بن غفير المسجد الأقصى استمرار لعدوان الاحتلال على المقدسات الإسلامية وحربه على القدس"، فيما علّقت السلطة الفلسطينية قائلة إن خطوة بن غفير تحدٍّ للفلسطينيين، واستمرار الاستفزازات سيؤدي لتفجّر الأوضاع.