شدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة تطهير الحدود بين سوريا وتركيا من "التنظيمات الإرهابية"، داعياً النظام السوري لاتخاذ خطوات بهذا الصدد من أجل الحصول على "نتائج ملموسة" في الملف السوري، وذلك خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس 5 يناير/كانون الثاني 2023.
بحسب بيان نشرته دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فإن أردوغان وبوتين بحثا العلاقات الثنائية، لا سيما مسألة الطاقة، وقضايا إقليمية، بما فيها حرب أوكرانيا والأزمة السورية.
الحرب في أوكرانيا
وقال أردوغان لبوتين، خلال الاتصال، إن حكومته عززت وتواصل تعزيز البنية التحتية المتعلقة بإنشاء مركز الغاز الطبيعي في تركيا، مؤكداً أن تركيا تهدف لاستكمال خارطة طريقها حول إنشاء مركز لتخزين الغاز الطبيعي على أراضيها، واتخاذ خطوات ملموسة لتنفيذ المشروع في أقرب وقت ممكن.
من جانب آخر، أشار أردوغان إلى أن مبادرات ممر الحبوب وتبادل الأسرى وإقامة منطقة آمنة في محيط محطة زابوريجيا للطاقة النووية، أظهرت أن المفاوضات المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية أفضت إلى "نتائج إيجابية".
فيما شدّد الرئيس التركي على أن الدعوات إلى السلام والتفاوض بين الجانبين يجب أن تُدعم بوقف إطلاق النار من جانب واحد، ورؤية الحل العادل.
"على النظام السوري أن يكون بنّاءً"
وفي سياق آخر، لفت أردوغان إلى ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لتطهير المناطق السورية المتاخمة للحدود التركية، لا سيما تل رفعت ومنبج، من تنظيم "واي بي جي (YPG)"، الذراع السوري لتنظيم "بي كي كي (PKK)" الإرهابي.
وأوضح أردوغان أنه يجب على النظام السوري أن يكون بنّاءً ويتخذ بعض الخطوات من أجل الحصول على نتيجة ملموسة بشأن الملف السوري.
في هذا الصدد، كان وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو ناقش مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، الوضع في سوريا خلال اتصال هاتفي، الأسبوع الماضي، وبحثا عقد اجتماع ثلاثي مع وزير الخارجية السوري.
بحسب تلفزيون "TRT Haber" التركي الرسمي، فإن الاجتماع ربما يعقد في النصف الثاني من يناير/كانون الثاني 2023، فيما لم يتضح بعد أين سيعقد الاجتماع.
والتقى وزير الدفاع ورئيس المخابرات التركيان مع نظيريهما السوريين في موسكو في اجتماع ثلاثي حضره أيضاً مسؤولون روس، الأربعاء 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهو أول اجتماع من نوعه منذ اندلاع الحرب السورية، المستمرة منذ أكثر من 10 سنوات.
أول لقاء منذ 11 عاماً
وقالت وزارة الدفاع التركية، إن الاجتماع ضم وزراء الدفاع التركي خلوصي أكار، والروسي سيرغي شويغو، والسوري علي محمود عباس، مضيفةً أن الاجتماع التركي الروسي السوري في موسكو ناقش الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين والمكافحة المشتركة للتنظيمات الإرهابية في سوريا.
يأتي هذا في وقت كشفت فيه تقارير عن تقارب بين أنقرة ونظام الأسد، وأشارت إلى أن رئيس المخابرات التركية عقد عدة اجتماعات مع نظيره بنظام الأسد، علي مملوك، في دمشق، في مؤشر على تقدُّم جهود روسية لإذابة الجليد بين الطرفين.
يُعد الدعم التركي عاملاً رئيسياً لاحتفاظ المعارضة السورية بآخر موطئ قدم رئيسي لها في الشمال الغربي من سوريا، بعد أن أعاد الأسد سيطرته على مناطق واسعة من البلاد، بمساعدة روسيا وإيران.
لكن التقارب يصطدم بتعقيدات كثيرة، من بينها مصير مقاتلي المعارضة وملايين المدنيين الذين فر كثير منهم إلى الشمال الغربي وتركيا؛ هرباً من حكم الأسد، كما تنشر تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، قوات على الأرض في إدلب وباقي المنطقة الشمالية الغربية.
كان التقارب التركي السوري قد بدا في حكم المستحيل بالمراحل المبكرة من الاحتجاجات ضد نظام الأسد التي بدأت عام 2011، والتي تحولت فيما بعد إلى حرب تسببت بمقتل مئات الآلاف من الأشخاص، واجتذبت تدخلات من العديد من القوى الأجنبية، وقسمت البلاد إلى مناطق متشرذمة.