أثار تعيين البرلمان الفرنسي مُشرعاً يمينياً متطرفاً، يدعى خوسيه غونزاليس، في منصب نائب رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الفرنسية الجزائرية، حالة من "الغضب" نظراً إلى آراء النائب المثيرة للجدل حول استعمار فرنسا للجزائر، بحسب موقع Middle East Eye البريطاني.
كان البرلمان الفرنسي عيّن غونزاليس نهاية ديسمبر/كانون الأول من العام المنصرم، لتعود تصريحات الأخير إلى الواجهة مرة أخرى، مع تشكيك بعض الأشخاص في ملاءمته للدور المخول به في ظل تواصل حساسية العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والجزائر.
رداً على تساؤلات حول الجرائم الاستعمارية التي ارتكبتها فرنسا في الجزائر، أجاب غونزاليس بأنه لا يعتقد أن الجيش الفرنسي ارتكب أية جرائم.
كذلك دافع المشرع الفرنسي، الذي ولد في الجزائر أثناء الحقبة الاستعمارية، عن أفعال منظمة الجيش السري، وهي مجموعة شبه عسكرية سعت لمنع استقلال الجزائر عن فرنسا عبر التفجيرات والاغتيالات.
وقال غونزاليس في حديثه مع الصحفيين: "بصراحة، لست هنا لأحكم عما إذا كانت منظمة الجيش السري قد ارتكبت جرائم أم لا. حتى إنني لا أعرف ما هي منظمة الجيش السري، أو لا أعرفها تقريباً على الإطلاق".
"عار مطلق"
في المقابل، قالت ناشطة سياسية فرنسية شابة تدعى سارة متيناني، "إن حنين غونزاليس إلى العصور الاستعمارية وإعادة النظر في الاستعمار من جانبه، يعني أن تعيينه لهذا المنصب كان عاراً مطلقاً".
في حين علق أنطوان ليومنت، وهو ناشط آخر من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، أن تعيين هذا الرجل، الذي كان أول خطاب له في الجمعية الوطنية الفرنسية ليقول إنه يحن إلى الجزائر المستعمرة من فرنسا، "يعد شيئاً مخزياً".
ينتمي غونزاليس إلى حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، الذي كانت ترأسه مارين لوبان، وفي أعقاب الانتخابات التي عُقدت في يونيو/حزيران، صار حزب الجبهة الوطنية أكبر أحزاب المعارضة في البرلمان الفرنسي، مما شكل دفعة كبيرة لليمين المتطرف في البلاد.
في أول خطاب له، تذكر غونزاليس انتزاعه من "فرنسا البعيدة"، في إشارة إلى مدينة وهران الجزائرية التي ولد فيها، وقال: "تركت جزءاً من فرنسا وكثيراً من أصدقائي هناك".
وفي أعقاب خطابه، أبلغ الصحفيين أن العديد من الجزائريين سوف يقولون "متى سوف تعودون [أيها الفرنسيون]؟"، بحسب تعبيره.
ورداً على الانتقادات التي طالته، غرد غونزاليس لمتابعيه قائلاً: "شكراً على دعمكم فيما يتعلق بترشيحي. البعض ربما لم يفهم.. لكن هذا الموقع الذي أشغله الآن داخل مجموعة الصداقة يشرفني ويلزمني بألا أحكم على الماضي، بل أن أنظر إلى المستقبل".