توالت ردود الأفعال الداخلية والدولية على اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، الثلاثاء 3 يناير/كانون الثاني 2022 ، إذ اعتبر أعضاء بالكنيست (البرلمان) من المعارضة الإسرائيلية أن خطوة بن غفير بمثابة "استفزاز وخطر على أمن إسرائيل"، فيما قالت الخارجية الأردنية إن إسرائيل تتحمل التبعات الخطيرة لاقتحام الأقصى.
بدوره علّق السفير الأمريكي في إسرائيل على الحادثة قائلاً إن واشنطن أوضحت للحكومة الإسرائيلية أنها تعارض أي مسّ بالوضع القائم في المسجد الأقصى في أعقاب اقتحام بن غفير.
وداخلياً قالت حركة حركة الجهاد الإسلامي إن اقتحام بن غفير للأقصى عدوان على الفلسطينيين، والاحتلال يتحمل مسؤولية دفع الأوضاع للانفجار، وقالت حركة حماس بدورها: "اقتحام إيتمار بن غفير المسجد الأقصى استمرار لعدوان الاحتلال على المقدسات الإسلامية وحربه على القدس"، فيما علّقت السلطة الفلسطينية قائلة إن خطوة بن غفير تحدٍّ للفلسطينيين، واستمرار الاستفزازات سيؤدي لتفجر الأوضاع.
عضو الكنيست الإسرائيلي من حزب "العمل" (معارض) نعاما لازيمي، قالت في تغريدة: "اليوم أثبت بن غفير (زعيم حزب "القوة اليهودية") ما قلناه خلال المناقشات حول تعديل قانون الشرطة، إن ما يهمه ليس الأمن القومي، بل السلطة والسيطرة من أجل الاستفزاز والانتباه وتجنيد الشرطة لاحتياجاته السياسية"، وأضافت: "لا أصدق أن هذا المصاب بهوس الحرائق هو وزير الأمن الداخلي (الاسم السابق لوزارة الأمن القومي الحالية)".
بدوره قال النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي، في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "لقد كان مشهداً بائساً لفأر يتسلل مثل لص في الليل"، وأضاف: "مما لا شك فيه أن هناك عواقب لاقتحام المسجد الأقصى كوزير للأمن الداخلي، إن المسجد هو للمسلمين وحدهم.. نقطة (كناية عن انتهاء الكلام)".
وكذلك العضو عن حزب "العمل" جلعاد كاريف، قال في تغريدة: "خلقت تصريحات بن غفير العلنية وضعاً فُسّر فيه الامتناع عن الصعود إلى الحرم الشريف على أنه استسلام لحركة حماس. هكذا وضع (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو والمؤسسة الأمنية في الزاوية"، وأضاف: "لكن القضية لا تتعلق بحركة حماس فحسب، بل تتعلق أيضاً بالعلاقة مع الدول العربية".
فيما تابع النائب المعارض: "الآن يبدو أن بن غفير يملي الأجندة الوطنية ويتم جر نتنياهو إليه، هذا خطر على أمن إسرائيل".
من جانبها، قالت عضو عن حزب "هناك مستقبل" المعارض ميخال شير، في تغريدة: "هذا السلوك المحرج يوضح بالضبط مدى ضعف بيبي (نتنياهو) داخل حكومته".
فيما قال زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني أفيغدور ليبرمان، بتصريحات لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية: "حماس تعلم أن نتنياهو جبان، فلماذا يقيل بن غفير ويحل الائتلاف؟".
وإخراج بن غفير من الحكومة يعني حلها لوجود 6 مقاعد له بالكنيست الإسرائيلي.
واقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير، المسجد الأقصى، صباح الثلاثاء، وسط حراسة إسرائيلية مشددة.
وتم الاقتحام دون إعلان مسبق وبعد أن أشاعت مصادر إسرائيلية بأنه قرر إرجاء الزيارة بعد طلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكان بن غفير قد أعلن عن نيته اقتحام المسجد ولكنه لم يحدد موعداً للاقتحام.
وتم الاقتحام، عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، في ساعة مبكرة من الصباح، وشمل جولة في باحات المسجد.
المقاومة تحذر
من جانبها، حمّلت حركة "حماس" الفلسطينية، في وقت سابق، إسرائيل، المسؤولية عن أية تداعيات مترتبة على اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى.
إذ قال المتحدث باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع، في بيان، إن "إعلان المجرم بن غفير نيته اقتحام المسجد الأقصى يعكس غطرسة حكومة المستوطنين الفاشية، ونواياها المبيّتة لتصاعد الاقتحامات والاعتداءات على المسجد الأقصى بهدف تقسيمه". وأضاف: "التصعيد في المسجد الأقصى يمثل صاعق تفجير، وستتحمل حكومة الاحتلال نتائج ذلك".
كما شدد القانوع على أن "الشعب الفلسطيني سيتصدى ببسالة لهذه الحماقات والاستفزازات، ولن يسمح بتمرير مخططات الاحتلال".
ويقول الفلسطينيون إن الاحتلال الإسرائيلي يكثف جهوده لتهويد القدس، وطمس هويتها العربية والإسلامية، ويتمسكون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967، ولا بضمها إليها في 1981.
ويشار إلى أن حزب بن غفير (تحالف الصهيونية الدينية والقوة اليهودية)، حصد في الانتخابات التي أُجريت في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، 14 مقعداً.