قالت صحيفة Times Of Israel الإسرائيلية في تقرير نشرته الثلاثاء 3 يناير/كانون الثاني 2023، إنه رغم إبرام إسرائيل اتفاقية دبلوماسية مع الإمارات عام 2020، وشعورها بأن ذلك سيساهم في جلب المزيد من السياحة العربية إلى تل أبيب إلا أنه بعد حوالي عامين من إبرام هذه الاتفاقيات، كان التدفق المتوقع للسياح من دول الخليج العربية إلى إسرائيل هزيلاً.
رغم زيارة أكثر من نصف مليون إسرائيلي لأبوظبي الغنية بالنفط ولدبي المرصعة بناطحات السحاب، لم يزر إسرائيل إلا حوالي 1600 مواطن إماراتي فقط منذ رفع القيود المفروضة على السفر بسبب فيروس كورونا في عام 2022، حسبما قالت وزارة السياحة الإسرائيلية لوكالة أسوشيتد برس. ولا تعرف الوزارة عدد البحرينيين الذين زاروا إسرائيل لأنها قالت إن "أعدادهم ضئيلة جداً".
وجود حساسيات في زيارة الإماراتيين لإسرائيل
من جانبه، قال مرسي حيجا، رئيس منتدى المرشدين السياحيين الناطقين بالعربية في إسرائيل: "لا يزال الوضع شديد الغرابة والحساسية. الإماراتيون يشعرون وكأنهم يرتكبون خطيئة ما إذا أتوا إلى هنا".
في سياق متصل، يقول خبراء إن قلة السائحين الإماراتيين والبحرينيين تعكس مشكلة صورة إسرائيل الراسخة في العالم العربي وتكشف عن قصور الاتفاقيات الإبراهيمية. ورغم ارتفاع حجم التجارة الثنائية بين إسرائيل والإمارات من 11.2 مليون دولار عام 2019 إلى 1.2 مليار دولار في عام 2022، تراجعت شعبية الاتفاقيات في الإمارات والبحرين منذ توقيعها، وفقاً لاستطلاع أجراه معهد واشنطن لصالح مؤسسة Near East Policy الأمريكية.
تراجع دعم التطبيع مع إسرائيل في الإمارات والبحرين
في الإمارات، تراجع الدعم من 47% إلى 25% خلال العامين الماضيين. وفي البحرين، يؤيد 20% فقط من السكان هذه الاتفاقية، انخفاضاً من 45% عام 2020.
يقول مسؤولون إسرائيليون إن السياحة الخليجية إلى إسرائيل هي القطعة الناقصة التي سترتفع بهذه الاتفاقيات إلى ما فوق العلاقات الأمنية والدبلوماسية. والزيارات السياحية من مصر والأردن، وهما أول دولتين تبرمان اتفاقية سلام مع إسرائيل، شبه منعدمة أيضاً.
في سياق متصل، فقد سافر مسؤولو سياحة إسرائيليون إلى الإمارات في ديسمبر/كانون الأول 2022 في حملة تسويقية لنشر فكرة أن إسرائيل وجهة آمنة وجذابة. وقالت الوزارة إنها تركز الآن على تل أبيب -المركز التجاري والترفيهي في إسرائيل- لجذب الإماراتيين لزيارتها.
تقول شركات سياحية إن الرهان على القدس لم يأتِ إلا بنتائج عكسية حتى الآن. إذ إن الاضطرابات التي تشهدها المدينة أخافت الإماراتيين والبحرينيين، الذين واجه بعضهم رد فعل عنيفاً من الفلسطينيين الذين يرون في هذا التطبيع خيانة لقضيتهم.
صعوبة في جذب سياح عرب لإسرائيل
من جانبه، قال دان فيفرمان، مدير مجموعة "شراكة"، الخاصة بتبادل الزيارات الشعبية بين إسرائيل والعالم العربي: "لا يزال التردد هو الشعور الغالب في العالم العربي. فهم يتوقعون أن إسرائيل منطقة نزاع، ويتوقعون أن يتعرضوا للتمييز". وقال إنه بعد إشرافه على رحلتين للبحرينيين والإماراتيين إلى إسرائيل، واجهت "شراكة" صعوبة بالغة في العثور على مواطنين آخرين مهتمين بالزيارة في دول الخليج العربي.
حين زار مجموعة من مشاهير الشبكات الاجتماعية الإماراتيين والبحرينيين المسجد الأقصى عام 2020، تعرضوا للبصق والرشق بالأحذية في البلدة القديمة بالقدس، بحسب حيجا، الذي كان مرشدهم السياحي.
كذلك وحين زارت مجموعة أخرى من المسؤولين الإماراتيين موقع الاضطرابات برفقة الشرطة الإسرائيلية، أثاروا غضب مفتي القدس الشيخ محمد أحمد حسين، الذي أصدر فتوى بحرمان الإماراتيين من زيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى.
التخفي من أعين الفلسطينيين
في سياق متصل، يقول معظم الإماراتيين والبحرينيين الذين يزورون إسرائيل إنهم يتخلون عن اللباس التقليدي والعقال حتى لا يجذبوا الانتباه. ولا يقتصر الغضب الفلسطيني من الإماراتيين على الساحة المقدسة. إذ يقول المواطنون الإماراتيون الذين يزورون إسرائيل ويدرسون فيها إنهم يواجهون تهديدات متكررة بالقتل ويتعرضون لهجوم على الإنترنت.
تقول سمية المهيري، وهي إماراتية تبلغ من العمر 31 عاماً من دبي وتدرس التمريض في جامعة حيفا: "ليس بإمكان الجميع تحمل هذه الضغوط. لم أستسلم للتهديدات، لكن الخوف يمنع إماراتيين كُثُراً من الذهاب".
في حين أن الخوف من العنصرية ضد العرب في إسرائيل من العوامل التي تنفر عرب الخليج من الزيارة أيضاً. إذ اعتقلت الشرطة الإسرائيلية بالخطأ سائحين إماراتيين في تل أبيب الصيف الماضي أثناء بحثها عن شخص أطلق النار من سيارة مسرعة. وأبدى بعض الإماراتيين استياءهم على الشبكات الاجتماعية من مواجهتهم تدقيقاً مبالغاً فيه من مسؤولي الأمن في مطار بن غوريون الإسرائيلي.
حيث قال حيجا: "إذا أحضرتهم إلى هنا ولم تعاملهم معاملة لائقة، فلن يعودوا أبداً وسينصحون أصدقاءهم بعدم الذهاب أيضاً".