داهمت قوة من المخابرات والشرطة الإسرائيلية، الإثنين 2 يناير/كانون الثاني 2023، منزل الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، في بلدة الصوانة بالقدس الشرقية واستدعته للتحقيق، وذلك وفق ما صرح به أحد أفراد عائلته.
أحد أفراد عائلة الشيخ عكرمة صبري قال كذلك في تصريحات لـ"الأناضول"، إن "المخابرات الإسرائيلية استدعت الشيخ صبري للتحقيق في مركز لها بالقدس الغربية اليوم، دون توضيح الأسباب". وتابع: "سيمثل الشيخ صبري للتحقيق، وهو إجراء نستنكره وندينه".
التحقيق مع عكرمة صبري 5 ساعات
لكن في وقت لاحق، أشار الشيخ صبري إلى أن التحقيق معه في مركز أمني بالقدس الغربية استمر 5 ساعات. وقال صبري للصحفيين: "صباح هذا اليوم أتت مجموعة من المخابرات إلى بيتي واقتحمته، وسلموني إشعاراً بالحضور إلى المسكوبية للتحقيق".
أضاف: "في أثناء التحقيق كانت التهم الموجهة هي أنني أؤيد العمليات الاستشهادية وأحرّض على العنف، ولكن هذه تهم باطلة". وتابع الشيخ صبري: "لقد زرت بعض بيوت الشهداء فاعتبروا أنني أؤيد هذه العمليات، وقلت لهم إنه لم يحصل أن أعلنت تأييدي لأي عملية، وهذا تزوير".
أشار خطيب المسجد الأقصى إلى أن محققيه واجهوه بأشرطة فيديو توثق وجوده في منازل منفذي هجمات. وقال: "هم أتوا بالتسجيلات التي نشرت في الإعلام، وقلت لهم: نحن ندعو للشهيد من ناحية دينية، ودعوتنا للشهيد لا تعني أننا نؤيد الأعمال التي قاموا بها، فالحساب عند الله سبحانه وتعالى".
"تأييد أعمال الشهداء"
كما أضاف عكرمة صبري: "التركيز كان على إلصاق تهمة تأييد أعمال الشهداء، وهذا لم يحصل". وتابع: "استمر التحقيق 5 ساعات، وتركَّز على هاتين النقطتين بمختلف الأساليب، وكان جوابي واضحاً وثابتاً".
حتى الساعة الـ14:05 ت.غ، لم يصدر توضيح عن السلطات الإسرائيلية بشأن المداهمة والاستدعاء وأسبابه. وسبق أن داهمت السلطات الإسرائيلية منزل الشيخ صبري واستدعته للتحقيق أكثر من مرة، ومنعته من دخول الأقصى لفترة محددة".
في سياق موازٍ وحسبما نشرت وسائل إعلام فلسطينية، اقتحم عشرات المستوطنين صباح الإثنين، ساحات المسجد الأقصى، من باب المغاربة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، التي اقتحمت منزل خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، وسلَّمته استدعاء للتحقيق.
فيما أفادت دائرة الأوقاف بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية في ساحاته، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، كما أدوا طقوساً تلمودية في الجهة الشرقية منه وقبالة قبة الصخرة قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة.
التضييق على الفلسطينيين في القدس
في حين تواصل قوات الاحتلال التضييق على دخول الفلسطينيين الوافدين من القدس والداخل للأقصى، وتحتجز هوياتهم الشخصية عند بواباته الخارجية، فيما تُبعد العشرات عنه لفترات متفاوتة.
من جهة أخرى تواصلت الدعوات الفلسطينية إلى ضرورة الحشد للقدس والرباط الواسع في المسجد الأقصى، لإفشال كل مخططات الاحتلال ومستوطنيه.
جدير بالذكر أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، أعلن ال ال نيته اقتحام ساحات الأقصى خلال الأيام القريبة، وذلك للمرة الأولى منذ توليه مهام منصبه.
سبق أن تعرض عكرمة صبري لانتهاكات وتضييقات إسرائيلية، ولحملات يمينية تحريضية تدعو إلى اعتقاله وقتله، على خلفية مواقفه الثابتة تجاه المسجد الأقصى، وتصريحاته الرافضة للاحتلال، والمنددة بانتهاكاته بحق الفلسطينيين ومقدساتهم.