حذرت هيئة القياسات الحيوية وكاميرات المراقبة البريطانية من خطورة استخدام الشرطة لكاميرات مراقبة ومسيرات وأدوات تكنولوجية أخرى من شركات تربطها صلات وثيقة بالحكومة الصينية، لأنها تشكل خطراً على الأمن القومي.
إذ يصف فريزر سامبسون، مفوض هيئة القياسات الحيوية، استخدام التكنولوجيا الصينية بالـ"أسبستوس الرقمي"، لافتاً إلى أن أكثر من ثلث قوات الشرطة البريطانية تستخدم معدات من شركات تشكل خطراً على الأمن القومي.
ونقلت صحيفة The Times البريطانية، عن سامبسون، أن انتشار هذه الأدوات التكنولوجية في مناطق حساسة، من مقار الاحتجاز في الشرطة إلى مواقع الطاقة النووية، يثير تساؤلات خطيرة عن إن كان الجمهور البريطاني يريد "شركات ومعدات غير موثوق بها تراقبنا".
وقال سامبسون: "أُشبّه هذا الوضع بالأسبستوس الرقمي؛ لأن هذه المنظومات كانت تستخدمها الأجيال السابقة لدوافع معقولة، مثل أنها زهيدة الثمن وتؤدي المهمة".
وتابع: "الآن نعلم أن هذه المنظومات لها مخاطر كبيرة، وأن علينا التوقف عن استخدامها حتى نفهم مدى وشدة هذه المخاطر. وبعد ذلك، علينا أن نضع جدولاً زمنياً لتقييمها، ثم نتوقف عن استخدامها لو أن هذا هو الحل المناسب".
ونبّه سامبسون، العام الماضي، إلى أن على الشرطة التأكد من موثوقية سلسلة التوريد لهذه المعدات التكنولوجية، بعد أن كشفت الشرطة النووية المدنية، التي تتولى حماية المواقع النووية، أن أحد موردي كاميرات المراقبة يستخدم كاميرات شركة Hikvision الصينية المملوكة للدولة التي اُتهمت بتزويد معسكرات الاعتقال في شينجيانغ بالمعدات التكنولوجية، وبالتالي المساعدة في قمع أقلية الإيغور.
وبموجب القانون الصيني، فالشركات ملزمة أيضاً "بدعم" استخبارات الدولة "ومساعدتها والتعاون معها".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حظر مكتب مجلس الوزراء البريطاني تركيب منظومات مراقبة صينية في "المواقع الحساسة"، متعللاً بمخاطرها الأمنية.
إلى ذلك، أكد سامبسون أنها ليست مشكلة للشرطة فقط وإنما للعديد من المؤسسات العامة، وتساءل: "هل نريد شركات ومعدات غير موثوق بها تراقبنا في مترو الأنفاق، وتفحص أمتعتنا في المطارات، وتدخل معنا إلى حجز الشرطة، وأماكن العبادة، ومراكز الاقتراع، وعيادات الإجهاض؟".
كما أعرب عن قلقه أيضاً إزاء استخدام الشرطة لمسيرات صينية الصنع للمراقبة الحساسة والبحث عن الأشخاص المفقودين والعمليات الإجرامية.
وشركة DJI Technology، التي أدرجتها الولايات المتحدة في قائمتها السوداء، هي من تزود الشرطة البريطانية بالمسيرات.
كما أوضح سامبسون: "إذا لم يُسمح لمسيرات الشرطة بالتحليق فوق مواقع حكومية حساسة، فهل من المقبول الوثوق بها لأداء وظائف مراقبة حساسة في الشرطة المحلية؟ أظن أن هذه أسئلة علينا طرحها".
وقال سامبسون، وهو ضابط شرطة سابق، إن "الخبر السار" هو أن قوات شرطة لا تستخدم الكاميرات التي تُثبّت في الجسم من الصين.