قال تلفزيون "TRT Haber" التركي الرسمي إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو ناقشا، خلال اتصال هاتفي بينهما السبت 31 ديسمبر/كانون الأول 2022، عقد اجتماع ثلاثي مع وزير الخارجية السوري.
والتقى وزير الدفاع ورئيس المخابرات التركيين مع نظيريهما السوريين في موسكو في اجتماع ثلاثي حضره أيضاً مسؤولون روس الأربعاء 28 ديسمبر/كانون الأول، وهو أول اجتماع من نوعه منذ اندلاع الحرب السورية المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات.
بحسب القناة التركية، فإن الاجتماع ربما يعقد في النصف الثاني من يناير/كانون الثاني 2023، فيما لم يتضح بعد أين سيعقد الاجتماع.
فيما قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزيرين ناقشا الوضع في سوريا خلال المكالمة.
أول اجتماع من نوعه
واجتمع في العاصمة الروسية موسكو، الأربعاء، وزراء دفاع تركيا وسوريا وروسيا، ورؤساء أجهزة استخبارات البلدان الثلاثة، وأجروا مباحثات حول الملف السوري، وفقاً لما ذكره بيان من وزارة الدفاع التركية.
الوزارة قالت في بيان إن الاجتماع ضم وزراء الدفاع التركي خلوصي أكار، والروسي سيرغي شويغو، والسوري علي محمود عباس، مضيفةً أن الاجتماع التركي الروسي السوري في موسكو ناقش الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين والمكافحة المشتركة للتنظيمات الإرهابية في سوريا.
وكالة الأناضول التركية الرسمية قالت إن اللقاء "عُقد في أجواء بناءة"، وإنه تم الاتفاق على استمرار الاجتماعات الثلاثية "من أجل ضمان الاستقرار والحفاظ عليه في سوريا والمنطقة".
يُعد لقاء وزيرَي الدفاع التركي والسوري تطوراً لافتاً في العلاقات بين أنقرة ونظام بشار الأسد، فهو الأول من نوعه منذ سنوات، وذلك بعد سنوات من التوترات بين الجانبين دعمت خلالها تركيا المعارضة المناهضة للنظام، وعلى الرغم من عدم وجود اتصال بين أردوغان والأسد، حافظ رؤساء أجهزة الاستخبارات في البلدين على الاتصالات بينهم.
يأتي هذا في وقت كشفت فيه تقارير عن تقارب بين أنقرة ونظام الأسد، وأشارت إلى أن رئيس المخابرات التركية عقد عدة اجتماعات مع نظيره بنظام الأسد، علي مملوك، في دمشق، في مؤشر على تقدُّم جهود روسية لإذابة الجليد بين الطرفين.
يُعد الدعم التركي عاملاً رئيسياً لاحتفاظ المعارضة السورية بآخر موطئ قدم رئيسي لها في الشمال الغربي من سوريا، بعد أن أعاد الأسد سيطرته على مناطق واسعة من البلاد، بمساعدة روسيا وإيران.
لكن التقارب يصطدم بتعقيدات كثيرة، من بينها مصير مقاتلي المعارضة وملايين المدنيين الذين فر كثير منهم إلى الشمال الغربي وتركيا؛ هرباً من حكم الأسد، كما تنشر تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، قوات على الأرض في إدلب وباقي المنطقة الشمالية الغربية.
كان التقارب التركي – السوري قد بدا في حكم المستحيل بالمراحل المبكرة من الاحتجاجات ضد نظام الأسد التي بدأت عام 2011، والتي تحولت فيما بعد إلى حرب تسببت بمقتل مئات الآلاف من الأشخاص، واجتذبت تدخلات من العديد من القوى الأجنبية، وقسمت البلاد إلى مناطق متشرذمة.