بدأت كرواتيا العد العكسي لبدء اعتماد العملة الأوروبية الموحدة، وإلغاء الإجراءات الحدودية أمام حاملي جوازات السفر الأوروبية، في خطوتين مهمتين لهذه الدولة التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي قبل نحو عقد من الزمن.
الدولة الواقعة في منطقة البلقان، ستودّع عند منتصف ليل السبت – الأحد 1 يناير/ كانون الثاني 2023، عملتها "الكونا"؛ لتصبح الدولة العشرين في منطقة اليورو، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كذلك ستنضم كرواتيا لمنطقة "شنغن"، التي تتيح لأكثر من 400 مليون شخص التنقل دون تأشيرات بين دولها، الذين سيرتفع عددهم بدخول كرواتيا إلى 27 دولة.
يقول خبراء إن اعتماد اليورو سيسهم في دعم اقتصاد كرواتيا، في وقت يسجل التضخم ارتفاعاً في أنحاء العالم، على وقع الهجوم الذي شنته روسيا على أوكرانيا، والذي تسبب بازدياد أسعار السلع الغذائية والوقود.
غير أن مشاعر الكرواتيين متضاربة، فمع ترحيبهم بإلغاء الضوابط الحدودية، يخشى البعض من الانتقال لعملة اليورو، إذ تقول المعارضة اليمينية إن ذلك سيصب فقط في صالح دول كبرى مثل ألمانيا وفرنسا.
المتقاعد من زغرب، دراجن غولماتش (63 عاماً) قال في تصريح للوكالة الفرنسية: "سنبكي على الكونا، سترتفع الأسعار"، لكن زوجته ساندرا لا توافقه الرأي، وتقول إن "اليورو أعلى قيمة".
كان المسؤولون في كرواتيا قد دافعوا عن قراري الانضمام لمنطقتي اليورو و"شنغن"، وقال رئيس الوزراء، أندري بلينكوفيتش، الأربعاء، 28 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن القرارين "هدفان استراتيجيان في سياق انضمام أكثر عمقاً في الاتحاد الأوروبي".
انضمت كرواتيا، الجمهورية اليوغوسلافية السابقة والبالغ عدد سكانها 3,9 مليون نسمة، والتي خاضت حرب استقلال في التسعينيات، إلى الاتحاد الأوروبي عام 2013، واليورو مستخدم حالياً بشكل واسع في كرواتيا.
وقرابة 80% من الإيداعات المصرفية يغلب عليها اليورو، فيما ينتمي الشركاء التجاريون الرئيسيون لزغرب لمنطقة اليورو، وكثيراً ما خمّن الكرواتيون ممتلكاتهم الأكثر قيمة مثل السيارات والشقق السكنية بعملة اليورو، ما يعكس انعدام ثقة بالعملة المحلية.
تقول آنا سابيتش، من البنك الوطني الكرواتي (البنك المركزي)، في تصريح للوكالة الفرنسية، إن "اليورو يجلب بالتأكيد استقراراً وأمناً (اقتصاديين)".
كذلك يرى خبراء أن اعتماد اليورو سيخفض شروط الاستدانة وسط الصعوبات الاقتصادية.
كان معدل التضخم في كرواتيا قد بلغ 13,5% في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، مقارنة بـ10% في منطقة اليورو، ويقول محللون إن دولاً في شرق الاتحاد الأوروبي خارج منطقة اليورو، مثل بولندا أو المجر، كانت أكثر عرضة لمخاطر تزايد التضخم.
إلغاء الحدود
في سياق متصل، سيوفر انضمام كرواتيا إلى منطقة شنغن التي تتيح السفر إلى بلدان الاتحاد دون الحاجة إلى تأشيرة، دعماً لقطاع السياحة الرئيسي في الدولة المطلة على البحر الأدرياتيكي، ويمثل قطاع السياحة 20% من الناتج المحلي الإجمالي.
ستصبح خطوط الانتظار الطويلة على 73 معبراً حدودياً برياً مع العضوين في الاتحاد، سلوفينيا والمجر، شيئاً من الماضي، لكن الإجراءات الحدودية في المطارات ستتواصل حتى 26 مارس/آذار لمسائل فنية.
في ذات الوقت، ستواصل كرواتيا تطبيق إجراءات حدودية صارمة على حدودها الشرقية مع جيرانها من خارج الاتحاد الأوروبي، البوسنة ومونتينغرو وصربيا، ولا تزال مكافحة الهجرة غير الشرعية تمثل التحدي الرئيسي في مراقبة أطول حدود برية خارجية للاتحاد الأوروبي، والبالغة 1350 كيلومتراً.