فرضت الحكومة الفرنسية، الجمعة 30 ديسمبر/كانون الأول 2022، على القادمين من الصين إبراز اختبار سلبي لفيروس كورونا. وستلزم السلطات الفرنسية القادمين من الصين بتقديم نتيجة سلبية للاختبار قبل أقل من 48 ساعة من السفر، بحسب بيان حكومي.
وهذا فضلاً عن إجراء اختبارات عشوائية للركاب عند وصولهم إلى البلاد، وفق تقارير وسائل الإعلام الفرنسية. وأضاف البيان الحكومي أن "الاختبار سيكون إلزامياً للرحلات الجوية المباشرة وغير المباشرة من الصين".
إلزام المسافرين بوضع الكمامات
كما سيتعين على المسافرين عبر الطائرات القادمة من الصين وضع الكمامات وتقديم اختبار كورونا السلبي قبل الصعود إلى الطائرة، بحسب البيان نفسه.
من جهة أخرى فرضت الولايات المتحدة واليابان وإسبانيا وإيطاليا عدداً من القيود على القادمين من الصين، بينها إعادة العمل باختبارات الفحص عن الفيروس.
جاءت قرارات الدول بعد أيام من تصريحات لمنظمة الصحة العالمية أعربت فيها عن "القلق" حيال تقارير تشير إلى زيادة الإصابات بالفيروس في الصين عقب تخفيف قيود مكافحته ضمن إطار سياسات "صفر كورونا".
جدير بالذكر أنه ومنذ تخليها عن سياسة "صفر كورونا" مطلع ديسمبر/كانون الأول 2022، شهدت الصين ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الإصابات بكورونا، بينما لا تزال السلطات متمسكة بعدم الكشف عن الأرقام الرسمية لضحايا الوباء.
كانت الصين الدولةَ الوحيدة التي استمرت في فرض الحجر الصحي على القادمين إلى أراضيها، رغم تقليصها تلك الفترة في يونيو/حزيران 2022 إلى 10 أيام من 21 يوماً سابقاً.
في سياق متصل أقبل الصينيون، الذين انقطع اتصالهم ببقية العالم لثلاث سنوات بسبب القيود المرتبطة بكوفيد-19، على مواقع شركات السفر قبيل إعادة فتح حدود البلاد، وذلك رغم ما سببه ارتفاع عدد الإصابات من إرهاق للنظام الصحي واضطراب للاقتصاد.
حيث ألحقت إجراءات صفر-كوفيد، من إغلاق للحدود وفرض عمليات إغلاق متكررة، أضراراً بالاقتصاد الصيني منذ أوائل عام 2020، مما أدى إلى أكبر استياء عام علني في البر الرئيسي منذ تولي الرئيس شي جين بينغ السلطة في 2012.
يعني التراجع عن هذه الإجراءات أن يبدأ الفيروس في الانتشار مجدداً بصورة كبيرة دون رادع، في جميع أنحاء الصين التي يبلغ تعدادها 1.4 مليار نسمة.
شكوك حول أعداد ضحايا كورونا بالصين
غير أن الإحصاءات الرسمية أظهرت تسجيل حالة وفاة واحدة فقط بفيروس كورونا في الأيام السبعة الماضية، مما أثار شكوكاً بين خبراء الصحة والسكان حول البيانات الحكومية. ولا تتماشى هذه الأعداد مع ما سجلته بلدان أقل اكتظاظاً بالسكان بعد إعادة الفتح.
من جهة أخرى يقول أطباء إن المستشفيات مكتظة بعدد من المرضى يوازي خمسة إلى ستة أمثال العدد المعتاد ومعظمهم من كبار السن. وتشير تقديرات خبراء الصحة الدوليين إلى تسجيل ملايين الإصابات يومياً مع توقع ما لا يقل عن مليون حالة وفاة بسبب كوفيد في الصين العام المقبل.
إلا أن السلطات عازمة على إلغاء آخر ما تبقى من سياساتها الرامية إلى عدم انتشار فيروس كورونا. وفي خطوة كبيرة نحو تخفيف القيود الحدودية رحبت بها أسواق الأسهم الآسيوية الثلاثاء، قالت لجنة الصحة الوطنية في وقت متأخر من أمس الإثنين، إن الصين ستتوقف عن إلزام القادمين إليها بالحجر الصحي اعتباراً من الثامن من يناير/كانون الثاني.
قال كولم رافيرتي، رئيس غرفة التجارة الأمريكية في الصين، عن الرفع الوشيك لقيود الحجر الصحي: "أخيراً نشعر كما لو أن الصين قد تجاوزت الأزمة".
كما أظهرت بيانات منصة السفر (سي تريب) تضاعف عمليات البحث عن وجهات السفر الرائجة عبر الحدود، إلى عشرة أمثالها في غضون نصف ساعة فقط من تداول خبر رفع قيود الحجر الصحي. وقالت المنصة إن الوجهات الأكثر رواجاً هي: مكاو وهونغ كونغ واليابان وتايلاند وكوريا الجنوبية.
صعوبات يواجهها الاقتصاد الصيني
في الوقت الذي تشير فيه التوقعات إلى أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم سيشهد انتعاشاً كبيراً في وقت لاحق من العام المقبل، بمجرد انحسار الموجة الأولى من العدوى، فمن المنتظر أن يواجه الاقتصاد الصيني صعوبات خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، مع ازدياد المرضى من بين العاملين.
حيث اضطر العديد من المتاجر في شنغهاي وبكين وأماكن أخرى إلى الإغلاق في الأيام الماضية مع عدم قدرة الموظفين على القدوم إلى العمل، بينما منحت بعض المصانع كثيراً من عمالها عطلة بمناسبة رأس السنة القمرية رغم أنها تحل في أواخر يناير/كانون الثاني 2022.
من جهة أخرى قال محللون من بنك الاستثمار الأمريكي جيه بي مورغان، في مذكرة: "لا يزال القلق قائماً من حدوث خلل مؤقت في سلسلة التوريد مع تأثر القوة العاملة بالعدوى"، مضيفين أنّ تتبعهم للحركة بمترو الأنفاق في 29 مدينة صينية أظهر أن كثيرين قللوا تحركاتهم مع انتشار الفيروس.