استنكر عميد مسجد باريس الكبير، شمس الدين حفيظ، الخميس 29 ديسمبر/كانون الأول 2022، التصريحات "العنيفة" و"الخطيرة للغاية" تجاه المسلمين والتي أدلى بها الكاتب ميشال ويلبيك لإحدى المجلات، وأعلن اعتزامه رفع شكوى ضدّه.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إنه لم ترفع شكوى الخميس، فيما أكد محامي مسجد باريس الكبير، بازيل أدير، في اتصال مع الوكالة، أن ذلك سيتم "مطلع الأسبوع المقبل".
المقابلة التي استنكرها حفيظ والتي تعود إلى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، ثمرة محادثة طويلة مع مؤسس مجلة "فرون بوبيلير" الفيلسوف ميشال أونفراي.
صرّح فيها الروائي ميشال ويلبيك بأن "رغبة الفرنسيين الأصليين، كما يقولون، ليست في أن يندمج المسلمون، بل أن يتوقفوا عن سرقتهم ومهاجمتهم. وإلا فهناك حلّ آخر: أن يغادروا".
كما توقع وقوع "باتاكلان معاكس" بحقّ مسلمين، في إشارة إلى هجمات 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وهي الأسوأ في فرنسا على الإطلاق وخلفت 130 قتيلاً وأكثر من 350 جريحاً، واستهدفت خصوصاً مسرح باتاكلان في العاصمة الفرنسية باريس.
رداً عليه، قال شمس الدين حفيظ لقناة "بي إف إم تي في" الفرنسية إن "إقصاء مكوّن كامل من الشعب الفرنسي إقصاءً كليّاً، أمر خطير للغاية"، مستنكراً استعمال ثنائية "الفرنسيين الأصليين" و"المسلمين".
كما أوضح أن رغبته في مقاضاة ويلبيك لا تستهدفه بصفته كاتباً "تحميه حرية التعبير"، بل بصفته مواطناً يتحدث في مجلة. وأشار عميد المسجد في بيان، إلى أنه سيرفع شكوى على خلفية التصريحات التي اعتبر أنها "تحرّض على كراهية المسلمين".
تجدر الإشارة إلى أن مواقف ميشال ويلبيك المثيرة للجدل ليست جديدة، فقد سبق أن حوكم بتهمة التحريض على الكراهية بعد أن صرّح عام 2001 بأن "الدين الأكثر غباء هو الإسلام"، لكن التهم أسقطت عنه ابتدائياً واستئنافياً.
فيما تأسست مجلة "فرون بوبيلير" عام 2020، وهي تعارض النخب والرئيس إيمانويل ماكرون والليبرالية الاقتصادية والاتحاد الأوروبي، وتدعو إلى إرساء ديمقراطية مباشرة وسيادية.