تم الكشف عن 6 سنوات من الإقرارات الضريبية الفيدرالية للرئيس السابق دونالد ترامب، والتي اكتنفتها السرية فترة طويلة، للجمهور، حسبما نشرت شبكة "سي إن إن" الامريكية في تقريرها الجمعة 30 ديسمبر/كانون الأول 2022، من قبل لجنة السبل والموارد بمجلس النواب، تتويجاً لمعركة حول الكشف عنها وصلت إلى المحكمة العليا.
حيث حصلت اللجنة التي يديرها الديمقراطيون على العائدات- التي تمتد من عام 2015 إلى عام 2020- قبل بضعة أسابيع فقط وبعد معركة قانونية مطولة. وصوتت اللجنة على الإفراج عن الإقرارات الضريبية، لكن تم تأجيل نشرها علانية لتنقيح المعلومات الشخصية الحساسة مثل أرقام الضمان الاجتماعي.
مئات الصفحات من الإقرار الضريبي لترامب
في سياق متصل يقوم فريق CNN بمراجعة الوثائق التي يبلغ مجموعها مئات الصفحات. ستستغرق هذه العملية وقتاً، لكن تحليلاً أجرته اللجنة المشتركة غير الحزبية المعنية بالضرائب، أظهر أن ترامب دفع ما مجموعه 1.1 مليون دولار من ضرائب الدخل الفيدرالية في 2018 و2019، في تناقض صارخ مع 750 دولاراً دفعها في 2017، وصفر في 2020.
يأتي إصدار الإقرارات الضريبية في أعقاب سعي استمر لسنوات للحصول على وثائق كان يتم نشرها بشكل طوعي من قبل رؤساء الولايات المتحدة السابقين. وسعى ترامب وفريقه القانوني باستمرار إلى إبقاء عائداته سرية، بحجة أن الكونغرس لم يمارس سلطاته التشريعية مطلقاً للمطالبة بالإقرارات الضريبية للرئيس، والتي قال ترامب إنها قد تكون لها تداعيات بعيدة المدى.
في حين أصدر ترامب مقطع فيديو رداً على قرار الإفراج عن إقراراته الضريبية، ووصف الخطوة بأنها "إساءة استخدام شنيعة للسلطة" و"غير دستورية تماماً". وأضاف: "لا يوجد غرض تشريعي مشروع لعملهم". وتابع بالقول: "إذا نظرت إلى ما فعلوه، فهذا أمر محزن للغاية بالنسبة لبلدنا… إنها ليست سوى مطاردة سياسية مشوشة أخرى".
امتناع عن دفع الضرائب
وسبق أن أظهرت سجلات ضريبية نشرتها لجنة بالكونغرس الأمريكي، أن الرئيس السابق دونالد ترامب، لم يدفع أي ضريبة دخل خلال آخر عام كامل في فترة رئاسته، إذ أبلغ عن خسائر في إمبراطوريته التجارية الواسعة.
تظهر السجلات، التي نشرتها لجنة الطرق والوسائل بمجلس النواب الذي يقوده الديمقراطيون، أنّ دخل ترامب والتزاماته الضريبية شهدا تقلبات كبيرة خلال السنوات الأربع التي قضاها في البيت الأبيض.
جاءت السجلات متعارضة مع الصورة الراسخة للسياسي الجمهوري كرجل أعمال ناجح، بينما يخوض غمار محاولة جديدة للعودة إلى البيت الأبيض. وأظهرت الوثائق أن ترامب وزوجته ميلانيا دفعا ضرائب بشكل ما خلال سنوات ولايته الأربع، لكنهما تمكنا من تقليص الضرائب على الدخل إلى الحد الأدنى في عدة سنوات مع تعويض دخل النشاط التجاري لترامب عن طريق الخصومات وإعلان الخسائر.
كما شككت اللجنة في شرعية بعض تلك الخصومات، وضمن ذلك خصم بلغ 916 مليون دولار، وقال بعض الأعضاء أمس، إن الإقرارات الضريبية لم تكن مفصلة. ومن المتوقع أن تصدر اللجنة نسخاً منقحة من إقراراته الكاملة في الأيام المقبلة، ورفض ترامب جعل إقراراته الضريبية علنية خلال محاولتيه الرئاسيتين وحملته الانتخابية، على الرغم من أن جميع المرشحين الرئاسيين من حزبه قد فعلوا ذلك على مدار عقود.
من جهة أخرى حصلت اللجنة على السجلات بعد معركة استمرت سنوات، وصوتت الثلاثاء بالموافقة على نشرها. وقال متحدث باسم ترامب إنّ نشر الوثائق له دوافع سياسية.في حين قال الديمقراطيون باللجنة، إن مراجعتهم خلصت إلى أن السلطات الضريبية لم تدقق بشكل صحيح في الإقرارات الضريبية المعقدة لترامب؛ لضمان الدقة. ولم ترد وكالة الإيرادات الداخلية (الضرائب الأمريكية)، على الفور على طلب للتعليق.