تواصلت الخسائر البشرية الناجمة عن العاصفة الكبرى التي تجتاح مناطق مختلفة من الولايات المتحدة منذ الأسبوع الماضي، حيث لقي أكثر من 60 شخصاً مصرعهم حتى الآن في العاصفة التي لُقبت لفرط شدتها باسم "عاصفة القرن".
صحيفة The Guardian البريطانية قالت إن عدد القتلى في مدينة بوفالو (ولاية نيويورك) وحدها ارتفع إلى 37 شخصاً، وما زال عمال الإنقاذ يزيلون الثلوج عن الطرق ضمن عمليات البحث والإنقاذ.
وتضمنت قائمة الضحايا عبدول شريفو (26 عاماً) الذي رحل عن موطنه الكونغو بحثاً عن الأمان بعد مقتل والديه في الحرب، لكنه تُوفي ليلة عيد الميلاد، بعد أن غادر المنزل ظهراً لشراء الحليب لطفل صديقه. وقد عثر المارة عليه ووجهه مدفون في الثلوج، فنقلوه إلى المستشفى، لكنه كان قد مات قبل أن تصل زوجته وأسرته لتوديعه.
أوردت صحيفة The Buffalo News، نقلاً عن متحدث باسم السلطات المحلية، أن شريفو عُثر عليه ميتاً في الثلج نحو الساعة 11:30 مساء يوم السبت 24 ديسمبر/كانون الأول.
وقال عليّ، ابن عمه، إنه كان من فئة الرجال "الذين يحبون مساعدة الجميع"، و"نحن في حال سيئة حزناً عليه. وفد فُجعت زوجته بوفاته. إنه أمر محزن".
وجاءت أنباء وفاة شريفو لتزيد الفجائع، بعد أن كان الحزن قد اجتاح الولايات المتحدة لوفاة أنديل تايلور، الطالبة التي تبلغ من العمر 22 عاماً، محبوسةً في سيارتها وهي تحاول العودة إلى المنزل من نوبةِ عمل بالمستشفى يوم الجمعة 23 ديسمبر/كانون الأول.
فيما ذكرت صحيفة The New York Post أن تايلور بقيت محصورة في سيارتها 18 ساعة، وأرسلت مقاطع فيديو عديدة إلى عائلتها في ولاية كارولينا الشمالية لإخبارهم بتراكم الثلوج حول سيارتها. وقالت العائلة إنها لجأت للنوم في السيارة إلى حين يأتي رجال الإنقاذ إليها.
وعلى بعد مئات الكيلومترات جنوب نيويورك، تُوفي مارفن هينلي البالغ من العمر 91 عاماً بعد محاولته إصلاح أنبوب مياه خارج منزله. وقد عُثر على جثمانه بالقرب من المنزل يوم الإثنين 26 ديسمبر/كانون الأول، وقال مكتب الطب الشرعي إن ملابسه كانت مبتلة وقد تعرض جسده لدرجات حرارة شديدة البرودة، لينتهي التحقيق إلى أن وفاته جاءت نتيجة التعرض للبرد الشديد.
وعلى الساحل الغربي للبلاد، غاب رجل من ولاية ألاسكا عن جراحة زراعة قلب بعد أن ألغيت مئات الرحلات الجوية بمطار سياتل تاكوما بولاية واشنطن يوم الجمعة.
كان من المقرر أن يسافر باتريك هولاند، وهو أب لخمسة أطفال من فيربانكس بولاية ألاسكا، إلى سياتل يوم الجمعة 23 ديسمبر/كانون الأول لإجراء عملية زراعة قلب. وقد أُدرج على قائمة الزرع منذ 3 أسابيع، ولم يبلغه معهد القلب التابع للمركز الطبي بجامعة واشنطن بموعد العملية إلا يوم الخميس، ومنحه الأطباء 8 ساعات للوصول إلى المستشفى، فحجز الرحلة التالية إلى سياتل.
إلا أن العاصفة تسببت في تغيير مسار الطائرة بعد إلغاء مئات الرحلات في مطار سياتل، ولم يلحق بموعد العملية. ومع ذلك، فقد أخبره الأطباء أنهم لن يستبعدوه من القائمة، لأن غيابه كان خارجاً عن إرادته. وقال هولاند إنه يعتزم السفر إلى سياتل في غضون أسبوعين ليكون قريباً من المستشفى إن توفر قلب جديد.
في غضون ذلك، تستمر جهود الإنقاذ في جميع أنحاء البلاد، وقد حثَّ المسؤولون الناس على البقاء في منازلهم والابتعاد عن الطرق.
وقدَّم الرئيس الأمريكي جو بايدن وعقيلته جيل بايدن تعازيهما للأسر المكلومة. وقال بايدن في تغريدة نُشرت على موقع تويتر يوم الإثنين 26 ديسمبر/كانون الأول: "قلبي مع من فقدوا أحباءهم في عطلة نهاية الأسبوع. أذكركم في صلواتي وكذلك جيل".