عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو، الخميس 29 ديسمبر/كانون الأول 2022، حكومته المكونة من 30 عضواً على الكنيست طالباً الثقة، حيث تضمنت تعيين وزير الاستخبارات السابق إيلي كوهين الذي لعب دوراً مهماً في تطبيع العلاقات بين تل أبيب وعدد من البلدان العربية، وزيراً للخارجية.
وقال نتنياهو في كلمته، التي قاطعها نواب المعارضة أكثر من مرة، إن هناك 3 مهام كبيرة لائتلافه هي: "وقف البرنامج النووي الإيراني، وتطوير البنية التحتية للدولة، وإعادة الأمن الداخلي والحكم إلى إسرائيل والتوصل إلى اتفاقيات سلام مع دول عربية".
نتنياهو ذكر أن حكومته "ستكافح ارتفاع تكاليف المعيشة وتعمل لتحسين التعليم".
وإزاء المقاطعات من المعارضة، قال نتنياهو: "أعضاء الكنيست، لست مضطراً لسماع صراخكم لأعلم أن لدينا بعض الخلافات، لكن هناك بعض الأشياء التي نتفق عليها".
وأضاف نتنياهو: "خسارة الانتخابات ليست نهاية للديمقراطية.. إنها جوهر الديمقراطية".
ومن ناحيته، فقد عرض رئيس الوزراء يائير لابيد إنجازات حكومته، التي قال إنها "تشمل العمليات المعروفة والسرية ضد إيران، وتعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية، واتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان".
ومن أبرز الأعضاء في الحكومة التي أعلن عنها نتنياهو إيلي كوهين الذي اختير لحقيبة الخارجية، وإيتمار بن غفير وزيراً للأمن القومي، وبتسلئيل سموتريتش وزيراً للمالية.
من هو إيلي كوهين؟
شغل إيلي كوهين منصب عضو في الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود وأيضاً شغل منصب وزير المخابرات في الحكومة الإسرائيلية.
كما شغل كوهين مسبقاً منصب وزير الاقتصاد والصناعة في الحكومة الإسرائيلية، وكان عضواً في مجلس الوزراء الأمني لإسرائيل.
بالإضافة إلى ذلك لعب كوهين دوراً مهماً في تطبيع العلاقات بين تل أبيب وعدد من البلدان العربية.
إيتمار بن غفير
يبلغ السياسي اليميني المتطرف بن غفير 46 عاماً، وبدأ نشاطه السياسي وهو في عمر الـ14؛ إذ كان عضواً في حزب كاخ الفاشي، الذي جرى تصنيفه منظمةً إرهابية وحظره داخل دولة الاحتلال عام 1994. وامتنع جيش الاحتلال عن تجنيد بن غفير بسبب عضويته السابقة في المنظمة.
وكرّس بن غفير مسيرته القانونية للدفاع عن نشطاء العنف اليمينيين، وقال بنفسه إن الاتهامات وُجِّهَت إليه في 53 قضية، ولم تجرِ إدانته سوى في ثمانٍ منها فقط.
وكان بن غفير يُعلّق في غرفة معيشته صورةً لباروخ غولدشتاين، الذي قتل 29 فلسطينياً في الخليل عام 1994، لكنه أُجبِرَ على إزالتها لاحقاً.
وبعد أن أصبح عضواً في الكنيست عام 2021، افتتح بن غفير مكتبه البرلماني في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة، في خطوة استفزازٍ واضحة أثناء شهر رمضان المبارك.
وتسعى الحكومة الإسرائيلية، من اليمين المتطرف، لتوسيع الاستيطان بالضفة الغربية وتنفيذ سياسات أخرى أثارت انتقادات في الداخل والخارج.
واضطر نتنياهو (73 عاماً)، الذي يُحاكم بتهم فساد ينفيها، إلى تهدئة المخاوف بشأن مصير الحريات المدنية منذ أن حصل تكتله المكون من أحزاب قومية دينية على أغلبية برلمانية في انتخابات أول نوفمبر/تشرين الثاني.
ولدرء هذه الانتقادات، تعهد نتنياهو مراراً بتعزيز التسامح والسعي لتحقيق السلام. وقال الأربعاء: "سنشكل حكومة مستقرة لفترة ولاية كاملة تعتني بجميع مواطني إسرائيل".
وبالنسبة للفلسطينيين، أضفى تشكيل حكومة نتنياهو ببساطة مزيداً من القتامة على آفاق قاتمة بالفعل، ما جعل آمالهم في إقامة دولة بعيدة المنال، إذ من المزمع الآن توسيع الاستيطان على أراضٍ يسعون لإقامة دولتهم عليها في المستقبل.