اختار المئات من العملاء الذين لديهم حسابات عالقة في شركات العملات المشفرة المتعثرة أن يتكبدوا خسائر كبيرة في استثماراتهم الآن من خلال بيع أصولهم في العملات، كي يتجنبوا التعامل مع حالات عدم اليقين الناتجة عن وضع هذه الشركات مثل "إف تي إكس" و"سلسيوس نتوورك" و"فواياجي ديجيتال"، خلال فترة إعلان الإفلاس.
صحيفة وول ستريت جورنال قالت الأربعاء 28 ديسمبر/كانون الأول 2022، في تقرير، إن العملاء والدائنين الآخرين، الذين يملكون نحو مليار دولار من المطالبات بحق "إف تي إكس" وما يقارب الـ100 مليون دولار في "سلسيوس"، عرضوا هذه العملات عبر الإنترنت من خلال موقع تديره شركة شيروكيه أكويزيشن، المتخصصة بطلبات الإفلاس وتمويل المستحقات.
البيع قبل الإفلاس
الصحيفة أشارت إلى أن نحو 500 شخص من المتعاملين مع "إف تي إكس" و"سلسيوس" و"فواياجي" نشروا أصولاً بقيمة 126 مليون دولار تقريباً للبيع على Xclaim، التي تركز على الوساطة في بيع مستحقات التشفير لدى الشركات المتعثرة والتي تطلب الإفلاس.
ووفقاً للصحيفة، فقد أُدرج على Xclaim حتى الآن نحو 91,7 مليون دولار في مستحقات العملاء لدى "إف تي إكس".
كما أو ضحت الصحيفة أن المستثمرين يقبلون الخسارة تجنباً للخضوع لإجراءات الإفلاس التي لا تضمن لهم بالضرورة نتيجة أفضل من عائدات مبيعاتهم الآن.
إجراءات الإفلاس
إلى ذلك، قال مؤسس ومدير شيروكيه أكويزيشن، فلاديمير جيليسافيتش، إن "إجراءات الإفلاس تستغرق وقتاً أطول مما يمكن أن يتحمله عدد من المستثمرين، فبعضهم يحتاج أمواله فوراً".
من جانبه، صرّح، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Xclaim، مات سيدج إن الشركة تتلقى مكالمات من الدائنين كل يوم.
ومعظم المتعاملين مع "إف تي إكس" يقيمون في الخارج، وما يقرب من ثلثي مطالبات البيع لديها مصدرها دائنون مقيمون في الصين وهونغ كونغ وتايوان، وفق ما جاء في تقرير وول ستريت جورنال.
ضربة لقطاع التشفير
يأتي ذلك، فيما شهدت سوق العملات الرقمية عاماً قاسياً، وفي أحدث ضربة لقطاع التشفير، أعلنت كور ساينتفيك، إحدى أكبر شركات تعدين العملات المشفرة المتداولة في الولايات المتحدة، والتي تعدّن البيتكوين بشكل أساسي، في 21 ديسمبر/كانون الأول 2022، الإفلاس، حسب ما جاء في تقرير لـ"سي إن بي سي".
بدوره، أدى انهيار شركة FTX، منصة تداول العملات المشفرة المفلسة، والتي كانت قيمتها في السابق 32 مليار دولار، إلى تحطيم ثقة المستثمرين.
وتغيرت قيمة سبع عملات مشفرة شائعة خلال العام 2022 اعتباراً من 22 ديسمبر/كانون الأول، حيث بدأ العديد من الأمريكيين الإدراك أن "العملة المشفرة هي مجرد هوس مضاربات وأن القطاع في الكثير من المحتالين"، حسب ما ذكرت سي إن بي سي.
ويعتقد نحو 60 في المئة من الأمريكيين أن الاستثمار في العملة الرقمية ينطوي على مخاطر عالية، وهذه زيادة عن نسبة الـ45 في المئة خلال العام 2021، وفقاً لاستطلاع ساهمت فيه سي إن بي.
ومن المرجح أن تنخفض الأسعار أكثر، حسب سي إن بي سي، وتعتبر العملات المشفرة من الأصول شديدة التقلب التي تخضع لتقلبات الأسعار وهبوطها بشكل لا يمكن التنبؤ به. ولهذا السبب، ينصح الخبراء الماليون عادة بعدم الاستثمار في العملات المشفرة بمبلغ أكبر مما يقبل المستثمر بخسارته.