قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء 28 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن بلاده تريد حل الوضع بأوكرانيا وإنهاء الحرب "في أقرب وقت ممكن"، وذلك في وقت كثّفت فيه القوات الروسية هجومها على خيرسون التي استعادتها أوكرانيا مؤخراً.
جاءت تصريحات لافروف في مقابلة خاصة مع قناة إخبارية روسية، وقال إن "حماية أرواح الجنود والمدنيين أولوية بالنسبة إلى موسكو، خصوصاً من هم في مناطق القتال".
أضاف أن روسيا تريد "تسوية الوضع في أقرب وقت ممكن، وإنهاء هذه الحرب التي استعد لها الغرب وأطلقها ضدنا عبر أوكرانيا"، على حد تعبيره.
في سياق متصل، قال لافروف إن "موسكو ليست لديها رغبة في إجراء محادثات مع الغرب"، خاصةً أن السياسيين الغربيين "أعلنوا أن الأمن في أوروبا يجب أن يُبنى ضد روسيا"، حسب تعبيره.
كذلك علّق على تسليم الولايات المتحدة أنظمة صواريخ من طراز "باتريوت" إلى أوكرانيا، وقال إن روسيا أُبلغت عبر القنوات الدبلوماسية أن "واشنطن لا تعتزم القتال مباشرة مع موسكو".
كانت أمريكا قد أعلنت مؤخراً تقديم شحنة إضافية من المساعدات العسكرية لكييف بقيمة 1.85 مليار دولار، تشمل منظومة "باتريوت" التي طلبها في وقت سابق، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
يأتي حديث لافروف عن رغبة روسيا في إنهاء الحرب بأوكرانيا، في وقت يتشبث الطرفان بشروطهما لإنهاء القتال، وتريد روسيا إنهاء ما تعتبره "النازية الجديدة" في أوكرانيا، وتصر على "اجتثاث النازية ونزع السلاح" من أوكرانيا.
كما تريد روسيا الاحتفاظ بالمناطق الأوكرانية الأربع التي أعلنت موسكو ضمها إلى الأراضي الروسية، وهي خيرسون، وزاباروجيا، ودونيتسك ولوغانسك، في حين تؤكد أوكرانيا مطلبها بانسحاب جميع القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، كما يصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على اعتبار المناطق التي ضمتها روسيا جزءاً من أوكرانيا.
اشتداد القتال في أوكرانيا
في الموازاة مع تصريحات لافروف، لا تزال المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية تشهد قتالاً عنيفاً في أنحاء مختلفة من أوكرانيا.
الجيش الأوكراني قال الأربعاء 28 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن القوات الروسية كثفت هجماتها بقذائف المورتر والمدفعية على مدينة خيرسون التي تم تحريرها في الآونة الأخيرة بجنوب البلاد، بينما تواصل الضغط على طول الجبهات في الشرق.
هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية قالت في تقرير لها، إن روسيا أطلقت 33 صاروخاً من راجمات صواريخ على أهداف مدنية في خيرسون خلال الساعات الأربع والعشرين حتى صباح الأربعاء، فيما تنفي روسيا استهداف المدنيين.
كانت القوات الروسية قد تخلت عن مدينة خيرسون في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، في أحد أهم مكاسب أوكرانيا في الحرب، ولمنطقة خيرسون أهمية استراتيجية، إذ إنها تقع عند مصب نهر دنيبرو وتعد بوابة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.
كذلك استمر القتال العنيف حول مدينة باخموت التي تسيطر عليها أوكرانيا، والتي تحولت معظم أرجائها إلى أطلال الآن في مقاطعة دونيتسك شرقاً، وإلى الشمال حول مدينتي سفاتوف وكريمينا في مقاطعة لوغانسك، حيث تحاول القوات الأوكرانية اختراق خطوط الدفاع الروسية.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع البريطانية، في تحديث بشأن أوكرانيا، إن روسيا عززت على الأرجح خطوط المواجهة في كريمينا؛ لأهميتها من الناحية اللوجستية لموسكو بعدما أصبحت ضعيفة نسبياً في أعقاب التقدم الأوكراني غرباً.
وسط هذا التصعيد العسكري، لا يوجد حتى الآن أي احتمال لإجراء محادثات لإنهاء الحرب التي دخلت شهرها الحادي عشر.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.