حذَّر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الأربعاء 28 ديسمبر/كانون الأول 2022، من أن تؤدي جملة القوانين والإجراءات التي تعتزم الحكومة الإسرائيلية الجديدة بقيادة بنيامين نتنياهو فرضها، إلى "انتفاضة ثالثة" في الأراضي الفلسطينية.
جاءت تصريحات الملك الأردني في مقابلة مع قناة CNN الأمريكية، علق خلالها على الحكومة الإسرائيلية التي شُكِّلت بناءً على اتفاقيات أبرمها حزب "الليكود" مع الأحزاب اليمينية الشريكة، وتشمل تعزيز الاستيطان واجراءات أخرى ضد الفلسطينيين.
حيث قال الملك عبد الله: "إنه إذا حدثت انتفاضة ثالثة فستؤدي إلى انهيار كامل للقانون والنظام لن يستفيد منه الإسرائيليون والفلسطينيون".
كما أكد أن الشعب الإسرائيلي لديه الحق في اختيار من يريد أن يقوده. وقال: "نحن جميعاً على استعداد للمضي قدماً، وسنعمل مع أي شخص وكلّ شخص، طالما يمكننا جمع الناس معاً".
وشدد العاهل الأردني: "لدينا خطوط حمراء معينة، وإذا أرادت الحكومة تجاوز تلك الخطوط الحمراء فسوف نتعامل مع ذلك". وتابع مستدركاً: "لكن عليَّ أن أصدّق أن هناك كثيراً من الناس في إسرائيل قلقون بقدر ما نحن كذلك".
حكومة نتنياهو المتشددة
من المتوقع أن تؤدي حكومة نتنياهو الجديدة اليمين الخميس 29 ديسمبر/كانون الأول.
وعشية عرض الحكومة على الكنيست لنيل الثقة، الخميس، نشر نتنياهو على حسابه بمنصة تليغرام، الخطوط الأساسية للحكومة المرتقبة.
جاء في الخطة أن "للشعب اليهودي حقاً حصرياً لا جدال فيه في جميع مناطق أرض إسرائيل"، وفق تعبيره، كما تابع نتنياهو: "ستعمل الحكومة على تعزيز وتطوير الاستيطان بجميع أنحاء أرض إسرائيل، في الجليل والنقب والجولان ويهودا والسامرة (الضفة الغربية)".
وأضاف: "ستعمل الحكومة بنشاط لتحصين الأمن القومي، وتوفير الأمن الشخصي لمواطنيها، في الوقت الذي تكافح فيه العنف والإرهاب بعزم".
فيما شدد على أن حكومته المرتقبة ستعمل على "مواصلة النضال ضد برنامج إيران النووي". وأشار إلى أنها ستعمل على "تعزيز مكانة القدس، وتعزيز السلام مع جميع جيراننا، مع الحفاظ على أمن إسرائيل ومصالحها التاريخية والوطنية".
وفق الخطة، "ستعمل الحكومة على زيادة الهجرة والاستيعاب من جميع دول العالم، وستحافظ على الطابع اليهودي للدولة، وعلى تراث إسرائيل".
حيث ذكر أن الحكومة "ستحترم أيضاً ديانات وتقاليد أبناء الديانات في البلاد وفقاً لقيم إعلان الاستقلال، وقال إنه "سيتم الحفاظ على الوضع الراهن في مسائل الدين والدولة كما تم قبوله منذ عقود بإسرائيل، وضمن ذلك ما يتعلق بالأماكن المقدسة".
الخطة التي نشرها نتنياهو أشارت إلى أن الحكومة ستعمل على "الاعتراف بمرتفعات الجولان كمنطقة استراتيجية ذات إمكانات تنموية واسعة". كما "ستخلق زخماً من الاستيطان والتنمية وتعزيز ريادة الأعمال، مع الحفاظ على قيم الطبيعة والناس والبيئة التي تنفرد بها مرتفعات الجولان"، وفق ما نشره نتنياهو.
يؤكد إعلان نتنياهو مخاوف محلية ودولية من ازدياد وتيرة الاستيطان، في ظل حكومة يمينية متطرفة هي الأولى من نوعها في إسرائيل، بعد فشل جميع أحزاب اليسار في حجز مقاعد لها بالكنيست خلال الانتخابات مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وسيسمح تشريع تم إقراره الثلاثاء لحزب الصهيونية الدينية المؤيد للاستيطان، بتولي منصب وزير ثانٍ في وزارة الدفاع، ما يمنحه سلطة واسعة على توسيع المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية المحتلة، التي يسعى الفلسطينيون لتكون ضمن دولتهم المستقبلية.
بينما انهارت محادثات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية، التي كانت تجرى بوساطة أمريكية في 2014، ويبدو أن إحياءها أمر مستبعد مع ترويج أعضاء في حزب الصهيونية الدينية لضم الضفة الغربية.