احتفى مواطنون مغاربة بالعثور على مدرس شاب، الثلاثاء 27 ديسمبر/كانون الأول 2022، بعد يومين من البحث عنه في جبل بضواحي تونفيت، في إقليم ميدلت غربي المملكة.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي أشاد نشطاء بجهود إنقاذ عبد الوافي الفضمي (27 عاماً)، وهو مدرس لمادة الفلسفة في إحدى مدارس المرحلة الثانوية، بالرغم من البرد الشديد في إقليم ميدلت، والذي انخرط فيه مواطنون إلى جانب السلطات.
وقال المدير الإقليمي للتعليم في ميدلت، عدي رمشون، للقناة التلفزيونية الثانية (حكومية)، إن الفضمي أصيب بكسر في رجله وفي يده، إضافة إلى إصابة على مستوى رأسه، كما أوضح رمشون أن الإصابة في رأسه كانت سبباً في سقوطه مغشياً عليه، بعد ارتطامه أثناء انزلاقه في جبل "معسكر"، الذي شهد تساقطات ثلجية بداية هذا الشتاء.
وأضاف أن "الفضمي" تحمّل يومين كاملين من البرد والوحدة والإصابات بالكسور بفضل بنيته الجسمانية، فهو معروف بمزاولته الرياضة، ومتعود على الصعود إلى الجبل نفسه، وأفاد بأن "الأستاذ (كان في رحلة كشفية)، صعد يوم الأحد في حدود منتصف النهار وحده إلى جبال معسكر، والتي تبعد قرابة ساعتين من الزمن عن مركز (بلدة) تونفيت".
كما كشف أن المعلم الشاب أثناء نزوله، وفي طريق العودة قرابة الساعة 17 (16:00 ت.غ.) انزلق وسقط من علو يصل إلى 10 أمتار تقريباً، وتسبب ارتطام رأسه بالأرض في فقدانه وعيه، وعند استفاقته وجد نفسه غير قادر على الحركة، فيما بقي هاتفه خارج التغطية بسبب غياب الشبكة.
وتداولت مواقع محلية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات مؤثرة للحظة العثور على المعلم الشاب وهو محصور بين الصخور، فيما بدت علامات التعب واضحة عليه، وكان وضعه الصحي حرجاً للغاية، بسبب الكسر الذي تعرّض له في يده ورجله، والبرد الشديد الذي بقي فيه لساعات، قبل أن تقدم له الإسعافات الأولية.
وفي تدوينة على صفحته بـ"فيسبوك"، أشاد الأكاديمي المغربي خالد البكاري بمتطوعين أنقذا "الفضمي"، وهما عبد العزيز الناصري وعبد العزيز أوموح، ونشر صورة لأحدهما.
البكاري قال: "هذان المتطوعان لا يعرفان بعضهما، والتقيا صدفة أثناء البحث ليلاً، ولا معرفة لهما أو علاقة بالأستاذ المختفي، ومع ذلك تعاهدا على عدم الرجوع إلا بعد العثور عليه".
وتابع: "حين عثرا عليه في وضعية حرجة مع اقتراب الصباح، بعد ليلة قضياها في البحث في درجة حرارة منخفضة جداً، حاولا الاتصال بالسلطات والوقاية المدنية دون جدوى، بسبب ضعف تغطية شبكة الهاتف بالمنطقة". مشيراً إلى أن الناصري "تطوع للصعود إلى أعلى، حيث تمكن من الاتصال بأخيه، الذي اتصل بدوره بالوقاية المدنية، التي حضرت لنقل الأستاذ للمستشفى.. بمثل هذه القيم تُبنى الأوطان".
وعلى "تويتر"، أشاد حساب باسم فاتحة تيفاتي بالجهود التي أفضت إلى العثور على المدرس، معربةً عن شكرها لـ"الفرق الأمنية والمتطوعين الشجعان من أبناء المنطقة".
وخلال اليومين الماضيين، استأثرت قصة "الفضمي" باهتمام كبير لدى الرأي العام المغربي، لاسيما أنها أعادت إلى الأذهان حادث الطفل ريان (5 سنوات)، الذي جذب اهتمام العالم خلال محاولات إنقاذه.
وفي فبراير/شباط 2022، شيع آلاف المغاربة جثمان ريان، الذي توفي بعد أن ظل عالقاً أكثر من 100 ساعة في بئر جافة بعمق 32 متراً، سقط داخلها في قريته شمالي المغرب.