كما لو أنه “جُحر أرنب”! مستشار رئيس الحكومة البريطانية ينصحه بتغيير مقر العمل خوفاً من قرارات غير سليمة

عربي بوست
تم النشر: 2022/12/28 الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/12/28 الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش
ريشي سوناك رئيس وزراء بريطانيا / GettyImages

قال أحد كبار مستشاري أماكن العمل إن المكاتب في "داونينغ ستريت"، حيث يعمل فريق ريشي سوناك، رئيس الحكومة البريطانية، "لا تفي بالغرض منها"، وإن على ريشي سوناك نقل فريقه التنفيذي إلى مقر عمل حديث، تحاشياً لـ"اتخاذ قرارات غير سليمة". 

صحيفة The Times البريطانية قالت إنه حالياً يعمل حوالي 400 شخص في مجموعة من المباني الخانقة، 10 و11 و12 داونينغ ستريت، وهو مجمع بُني في القرن السابع عشر للسكن، ولم يخضع لتجديدات تُذكر منذ الثمانينيات، وتظهر مخططات طوابق المبنى أكثر من 100 غرفة، تشمل شقتين يشغلهما رئيس الوزراء ومستشار الخزينة وعائلتاهما. وشبّه مطلعون تصميم المبنى بـ"جُحر أرانب".

فيما يقول أندرو موسون، المدير الإداري لشركة Advanced Workplace Associates، إن طبيعة مجمع داونينغ ستريت العتيقة تنتج عنها ممارسات عمل غير فعالة، وضعف في اتخاذ القرارات. وأضاف: "ونستون تشرشل له مقولة شهيرة: "نشكّل مبانينا، وهي تشكّلنا بعد ذلك". وكان يتحدث عن مجلسي البرلمان، لكنه ربما كان يشير أيضاً إلى داونينغ ستريت".

بريطانيا الحكومة البريطانية
مبنى رئاسة الحكومة البريطانية/Shutterstock

كما أشار إلى أنه "من الواضح أن داونينغ ستريت لا يفي بالغرض منه، وأن كثيراً من القرارات المشوشة التي تتخذها الحكومة نابعة من غياب مكاتب مناسبة. لا توجد شركة كبرى- أو هيئة حكومية- تعمل من مبنى عمره 300 عام، ولم يخضع لتجديدات تُذكر".

وقد شُيد داونينغ ستريت في ثمانينيات القرن السابع عشر وتحول إلى مقر إقامة رئيس الوزراء ومكاتب العاملين لديه في القرن الثامن عشر، وإن لم يتحول إلى مقر دائم لهم حتى القرن العشرين، وأُجري آخر تجديد لمباني دوانينغ ستريت في الستينيات، على أنه خضع لبعض التعديلات في الثمانينيات.

فيما قال موسون: "الحد الأقصى من إنتاجية العمل يتحقق عند إنشاء بيئة "آمنة نفسياً" للعاملين، تسمح بتدفق المعرفة والمعلومات، ومن الواضح أن داونينغ ستريت لا يوفر هذه البيئة".

وتشير أبحاث أجراها مركز الإدارة القائمة على الأدلة، إلى أن الأداء الأمثل للفريق يحتاج إلى ستة عوامل: الثقة والترابط الاجتماعي ومشاركة المعلومات والدعم الإشرافي ووضوح الهدف والتواصل الخارجي.

وأضاف موسون أن غياب هذه العوامل الستة عن داونينغ ستريت "سيؤثر على جودة اتخاذ القرارات في مركز الحكومة". على أن التأييد الشعبي لتجديد باهظ التكلفة، أو نقل داونينغ ستريت خلال أزمة تكلفة المعيشة التي تمر بها البلاد حالياً يظل موضع شك.

فيما رفض النواب بالفعل التكلفة المحتملة لتجديد مجلسي البرلمان. ففي فبراير/شباط، قال تقرير إن ترميم المبنى الفيكتوري دون نقل النواب إلى موقع جديد قد يستغرق ما يصل إلى 76 عاماً، ويكلف 22 مليار جنيه إسترليني. وثار جدل حول تجديد بوريس وكاري جونسون لشقتهما في 10 داونينغ ستريت، الذي زادت تكلفته عن 200 ألف جنيه إسترليني.

تحميل المزيد