قال مسؤول دفاعي أمريكي كبير، إن الجيش الأمريكي سيشهد سَنةً "تحوُّلية" في آسيا خلال عام 2023، كما سيشهد مواصلة جهود إدارة الرئيس جو بايدن، لمواجهة ما يقول المسؤولون الأمريكيون إنه "تأثير الصين المزعزع للاستقرار على أمن المنطقة"، لكن هذا التحرك يثير قلق دول قريبة من الصين.
كانت إدارة بايدن قد أمضت أول عامين لها على تعزيز العلاقات الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ، وفقاً لما ذكره موقع Business Insider الأمريكي، الأربعاء 28 ديسمبر/كانون الأول 2022.
أشار الموقع إلى أن إدارة بايدن كانت قد كشفت النقاب عن مبادرات رئيسية تركز على تحسين الوجود الدبلوماسي والاقتصادي والأمني لأمريكا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، التي ستشهد تغييرات ملحوظةً العام المقبل، وفقاً لما قاله إيلي راتنر، مساعد وزير الدفاع للشؤون الأمنية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
راتنر أشار إلى أن الإدارة تتفق مع الدعوات إلى "موقفٍ أكثر قدرة على الحركة وأكثر تنوعاً في المنطقة"، لكنه شدد على أن مثل هذه التغييرات تتطلب "سنوات من العمل الجاد حقاً" من جانب المسؤولين الأمريكيين.
أضاف المسؤول الأمريكي أن هذا العمل مستمر، مستشهداً باتفاقية أوكوس مع أستراليا والمملكة المتحدة، وإعلان هذا الشهر حول خطط لزيادة الوجود العسكري الأمريكي في أستراليا.
كانت إدارة أوباما قد أعلنت خططاً لـ"محور" آسيا في أواخر عام 2011، لكن هذا التحول تلاشى بسبب الحروب في الشرق الأوسط وأوروبا وموقف إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب العدائي تجاه المنطقة في كثير من الأحيان.
أدى "المحور" المُعلَن عام 2011 إلى تغييرات بالموقف العسكري الأمريكي في آسيا، وضمن ذلك نشر السفن الحربية الأمريكية في سنغافورة وانتشار مشاة البحرية الأمريكية في شمال أستراليا، وكلاهما مستمر حتى اليوم.
يُشير موقع Business Insider إلى أن قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2023، الذي اعتمده بايدن في ديسمبر/كانون الأول 2022، بتمويل مشاريع البناء العسكرية في جميع أنحاء المحيط الهادئ، وضمن ذلك في القواعد الأمريكية الرئيسية والبؤر الاستيطانية الأصغر، مثل تينيان في جزر ماريانا الشمالية، وهي منطقة أمريكية.
من جانبها، تعمل الفروع العسكرية الأمريكية على مبادراتها الخاصة -مثل التوظيف القتالي السريع للقوات الجوية الأمريكية- لتمكين قواتها من العمل بطريقة أكثر تشتتاً عبر المحيط الهادئ.
فرص لأمريكا وتحديات
ويتجاوب بعض الحلفاء والشركاء لواشنطن مع مصلحة أمريكا في زيادة التعاون الدفاعي، إذ تعمل اليابان وأستراليا بشكل وثيق مع الولايات المتحدة ومع بعضهما البعض، كما سعت دول أخرى لمزيد من التدريب مع الجيش الأمريكي، وفي حالة دولة بالاو، تمت استضافة قوات أمريكية.
درو طومسون، الزميل الباحث الزائر يكلية لي كوان يو للسياسة العامة في سنغافورة، قال إن الحكومة الفلبينية الجديدة تسعى لإقامة علاقات دفاعية أعمق مع أمريكا بسبب "موقف الصين الذي لا هوادة فيه"، بشأن نزاعات بحر الصين الجنوبي، وبسبب الاعتراف المتزايد بأن الحرب على تايوان "ستمتد بشكل شبه مؤكد" إلى الفلبين.
مع ذلك، كانت دول جنوب شرقي آسيا، ومن ضمنها تايلاند حليفة أمريكا، ودول جزر المحيط الهادئ، أكثر حذراً، وقال Business Insider إن توسيع الوجود العسكري الأمريكي من المرجح أن يواجه تحديات لوجستية وحساسيات سياسية للدول التي تشعر بالقلق من رد الفعل العنيف من جارتهم الأكبر، الصين.
حيث يتردد القادة في جنوب شرقي آسيا، القريبون جغرافياً واقتصادياً من الصين، في أن يُنظر إليهم على أنهم يختارون جانباً، كذلك يخشى سكان جزر المحيط الهادئ من منافسة القوى العظمى التي يعتقدون أنها تتجاهل أكثر قضاياهم إلحاحاً، وعلى رأسها تغير المناخ.