قال موقع Middle East Eye البريطاني في تقرير نشره الثلاثاء 27 ديسمبر/كانون الأول 2022 إن المستوطنين الإسرائيليين والشرطة الإسرائيلية استولوا على قطعة أرض تبلغ مساحتها 5 دونمات (5000 متر مربع) مملوكة لكنيسة الروم الأرثوذوكس في بلدة سلوان الفلسطينية جنوب القدس الشرقية المحتلة الثلاثاء 27 ديسمبر/كانون الأول 2022.
حيث أبلغ السكان والشهود وسائل الإعلام المحلية بأن عشرات من المستوطنين اقتحموا قطعة أرض تبلغ مساحتها 5 دونمات (5000 متر مربع)، وسوَّر المستوطنون قطعة الأرض بعد ذلك، ووضعوا كاميرات المراقبة في حماية الشرطة.
الشرطة تمنع الفلسطينيين من مواجهة المستوطنين
هرع سكان سلوان إلى الموقع لمنع مصادرة الأرض، لكن قوات الشرطة هاجمتهم. واعتُقل ثلاثة شباب فلسطينيين، وذلك وفقاً لوسائل الإعلام المحلية.
في حين قال أحد الشهود ويدعى محمد سمرين: "ضربوا النسوان وهجموا على الشباب، مخلوش حدا إلا ضربوه"، وذلك في حديثه مع مركز معلومات وادي حلوة. وتابع: "نزلوا من الصبح، العالم نايم لسه مش عارف أي شيء. نزلوا على (أرض) الحمرا حوالين الجامع كله، حدود داير ما يدور الجامع كله".
أراض تابعة لدير الروم الأرثوذكس
من جهة أخرى، يملك دير الروم الأرثوذوكس هذه الأرض في سلوان، وهي تعد جزءاً من بطريركية الروم الأرثوذكس، وذلك وفقاً لمركز معلومات وادي حلوة، الذي يرصد الانتهاكات الإسرائيلية في المنطقة.
أوضح المركز أن عائلة سمرين كانت تزرع الأرض وتحرسها على مدى 70 سنة بموجب عقد استئجار مع الملاك.
في حين تُستهدف سلوان، التي تضم 60 ألف فلسطيني وتقع في موقع استراتيجي جنوب المسجد الأقصى وحائط البراق، من قِبل التوسع الاستيطاني الإسرائيلي منذ سنوات.
من جهة أخرى، تواجه مئات العائلات في سلوان تهديد الطرد إما عن طريق الدعاوى القضائية التي تقيمها المجموعات الاستيطانية النافذة، أو من خلال أوامر الإخلاء الإداري عن طريق بلدية القدس، التي تسعى لبناء متنزهات سياحية تتمحور حول القصص والشخصيات التوراتية.
المستوطنون يصادرون الأراضي
كذلك ينتاب النشطاء الخوف لأن الأرض في سلوان التي تملكها كنيسة الروم الأرثوذوكس معرضة على نحو خاص للمصادرة عن طريق المستوطنين.
من جهتها، فقد واجهت الكنيسة انتقادات منذ عهد طويل وجهتها الجماعات الفلسطينية بسبب تعاملاتها مع جماعات الاستيطان، وبسبب مزاعم تلقي رشاوى والضلوع في عمليات احتيال.
ففي عام 1951، استُؤجرت أرض مملوكة للكنيسة في القدس الغربية عن طريق الصندوق القومي اليهودي لمدة 99 سنة. والآن، تضم هذه الأرض غالبية مؤسسات الدولة بما في ذلك البرلمان الإسرائيلي، الكنيست.
أما في مارس/آذار 2022، فسيطرت الشرطة والمستوطنون على أجزاء من فندق البتراء التاريخي، الذي كان محل نزاع قانوني مستمر منذ سنوات بين كنيسة الروم الأرثوذكوس وبين جمعية عطيرت كوهنيم الاستيطانية.
في حين أنه وفي عام 2021 أثار البطريرك حالة غضب بعد الكشف عن خطط بيع حوالي 11 هكتاراً من ممتلكات الكنيسة إلى شركتين إسرائيليتين تسعيان لربط مستوطنة في منطقة بيت لحم بالقدس.
في ذلك الوقت، انتقد المجلس المركزي الأرثوذكسي في فلسطين، وهي جمعية ذات جذور مسيحية فلسطينية، الصفقة البالغة 39 مليون دولار، لأنها سوف "تدمر الاقتصاد المعتمد على السياحة في بيت لحم".