وجهت صوفي بن دور، ابنة الجاسوس الإسرائيلي الشهير، إيلي كوهين، الذي أُعدم في سوريا، طلباً للإمارات للمساعدة في استعادة رفات والدها الذي مات بالعام 1965، عقب اكتشاف عمله لصالح الموساد الإسرائيلي.
جاء ذلك في تصريحات أدلت بها صوفي لقناة "i24 News" الإسرائيلية، الإثنين 26 ديسمبر/ كانون الأول 2022، وطالبت خلالها الإمارت بلعب دور الوساطة مع رئيس النظام في سوريا بشار الأسد للمساعدة في استعادة رفاته التي يُعد مكانها مجهولاً.
صوفي قالت إن "روسيا الآن في حالة عزلة كبيرة في العالم، وفي العالم الغربي، آمل من الإماراتيين الذين لديهم دور كبير في إسرائيل والمجتمع الدولي أن يساعدونا على الوساطة وعلى أن نصل لتفاهمات مع السوريين من أجل إعادة جثمان والدي".
أضافت صوفي: "أعتقد أن هذه فكرة ممتازة، لم أفكر بها لوحدي، لكن أعتقد أن هذه وسيلة ممتازة، وأعتقد أنه يمكن أن نحصل على إجابات أفضل، وإن كان هناك محفز يمكن تنفيذ ذلك في الواقع وأن نتوجه بشكل رسمي للسفير الإماراتي في البلاد".
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد ذكر في مقابلة في مارس/آذار 2021، أن القوات الروسية في سوريا أجرت عمليات بحث عن رفات كوهين، لكن لم تسفر عملية البحث عن العثور على الرفات.
كانت روسيا قد ساعدت إسرائيل في استعادة ساعة يد كوهين في يوليو/تموز عام 2018، وقال حينها جهاز الموساد إنه تمكن في عملية خاصة، من استعادة ساعة اليد التي تخص الجاسوس.
يأتي توجه صوفي بطلب المساعدة من الإمارات، بعدما عادت العلاقات بين أبوظبي ونظام بشار الأسد، وكان الأخير قد التقى بمحمد بن زايد في مارس/آذار 2022، وكان حينها يتولى منصب ولي العهد، قبل أن يصبح رئيس الدولة في مايو/أيار 2022.
تعتبر تل أبيب كوهين من أهم جواسيسها؛ إذ وصل سوريا في يناير/كانون الثاني 1962، منتحلاً اسم "كامل أمين ثابت"، وأقام في العاصمة دمشق، ونسج علاقات مع مسؤولين كبار، كما تقلد مناصب مهمة وجمع معلومات تفصيلية عن الجيش السوري ونشاطه في مرتفعات الجولان وآلية صنع القرار في دمشق، قبل أن يفتضح أمره ويُعدم شنقاً في 18 مايو/أيار 1965.
وُلد كوهين في مدينة الإسكندرية بمصر عام 1924، وأُطلق عليه اسم إلياهو بن شاؤول كوهين، وكانت أسرته مُهاجرة إلى مصر من حلب السورية.
التحق في طفولته بمدارس دينية يهودية، وفي مرحلة الجامعة اختار أن يدرس الهندسة بجامعة القاهرة، إلى هذا الحد كانت تسير حياته بشكل طبيعي كيهودي سوري يعيش هو وأسرته في مصر، ولكن بحلول عامه العشرين بدأ الأمر يختلف بعض الشيء.
وبدأت حياته تأخذ منحنيات أخرى بعدما انضم إلى الحركة الصهيونية، والتحق بعدها بشبكة تجسس إسرائيلية في مصر بزعامة أبراهام دار المعروف بجون دارلينغ، وهو يهودي بريطاني عمل مع "الموساد" وخطط من أجل تجنيد الشبان من اليهود المصريين، استعداداً للقيام بما قد يطلب منهم من مهام خاصة.
في مصر، أجاد كوهين ثلاث لغات وكان يتحدثها بطلاقة وهي العربية والعبرية والفرنسية، ثم هاجر من مصر نهائياً في 1957 بعد حرب السويس، وكانت إسرائيل أول محطة له بعد مصر؛ حيث عمل بالبداية في ترجمة الصحافة العربية إلى العبرية.
لم يمكث طويلاً في العمل بالترجمة؛ حيث التحق بالعمل في الموساد الإسرائيلي، وكانت بداية تحديد مهمته التي سيؤديها لـ"الموساد" ويموت أثناء أدائها.