خرج من السجن منذ أيام! من هو منفذ هجوم باريس الذي أودى بحياة 3 أكراد؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/12/23 الساعة 20:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/12/23 الساعة 20:34 بتوقيت غرينتش
من موقع الهجوم في باريس - رويترز

لقي ثلاثة أشخاص حتفهم وأصيب ثلاثة آخرون بعدما فتح مسلحٌ النار على مركز ثقافي كردي ومقهى كردي مجاور في وسط باريس الجمعة 23 ديسمبر/كانون الأول 2022، فيما قالت مصادر رسمية إن منفذ الهجوم يميني فرنسي أفرج عنه مؤخراً، وقد سبق أن اعتُقل بتهمة مهاجمة مخيم للاجئين. 

من جانبه، قال الرئيس إيمانويل ماكرون، مساء الجمعة، إن الجالية الكردية في فرنسا استهدفها هجوم شنيع، وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين، إنه من الواضح أن المشتبه به استهدف أجانب.

وأُطلقت عدة أعيرة نارية في شارع دنجان، وهو شارع تصطف على جانبيه المتاجر الصغيرة والمقاهي في الدائرة العاشرة بالعاصمة، مما أثار حالة من الذعر، فيما قال محامي المركز الثقافي الكردي لـ"رويترز" إن القتلى الثلاثة أكراد.

ومع دخول المساء، أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع؛ لصد حشد غاضب، على بعد مسافة قصيرة من مكان إطلاق النار، حيث ألقى المحتجون مقذوفات على أفراد الشرطة وقلبوا صناديق القمامة وطاولات المطاعم وألحقوا أضراراً بسيارة واحدة على الأقل.

من هو المشتبه به؟ 

وقالت الشرطة الفرنسية إن رجلاً فرنسياً يبلغ من العمر 69 عاماً ويُعرف باسم "William M"، أطلق النار على مركز ثقافي كردي وصالون لتصفيف الشعر في وسط باريس، هو سائق قطار متقاعد له تاريخ من العنف العنصري وجرائم الأسلحة.

والمسلح يشتبه في قيامه بطعن مهاجرين اثنين على الأقل بالسيف في باريس قبل عام، حسبما أفادت مصادر في الشرطة والقضاء لوكالة فرانس برس، كما يُعتقد أنه قام بقطع عدة خيام في مخيم المهاجرين بحديقة بيرسي بشرق باريس في 8 ديسمبر/كانون الأول 2021.

وقال مكتب المدعي العام في باريس إن المشتبه به أُطلق سراحه في 12 ديسمبر/كانون الأول 2022، بانتظار محاكمته بشأن هجوم خيمة المهاجرين، ومُنع من حمل سلاح أو مغادرة البلاد.

ونُقل المهاجم إلى المستشفى لتلقي العلاج من إصابات خطيرة في الوجه بعد إلقاء القبض عليه في مكان الحادث.

بحسب وسائل إعلام فرنسية، فإن المعارضة اليسارية توجه اتهامات للحكومة  بالفشل في التعامل مع تهديدات اليمين المتطرف، خصوصاً مع عدم وضوح سبب إطلاق سراح المشتبه به مع تهديد محتمل بتنفيذ هجمات.   

حيث كتبت كليمنتين أوتاين، النائبة اليسارية، على تويتر: "يبدو أن اليمين المتطرف قد ضرب مرة أخرى، مع عواقب مميتة"، متسائلةً: "متى سيبدأ من هم على رأس الدولة بأخذ هذا التهديد الإرهابي بجدية؟"

شهود عيان يروون الفاجعة 

وقال شاهد يدعى محمد ديليك لـ"رويترز"، إنه سمع في البداية طلقات نارية ثم صرخات قادمة من داخل صالون حلاقة مقابل المركز الثقافي. وأضاف ديليك أن المارة سيطروا على المسلح حين اضطر إلى إعادة تزويد سلاحه بالذخيرة.

وأضاف ديليك: "قد يكون الأمر صادماً لشخص لم يعايش القلق في حياته قط. لكننا نشأنا تحت تهديد السلاح والقنابل، هذه هي الحياة بالنسبة لنا نحن الأكراد".

وقالت ألكسندرا كورديبارد، رئيس بلدية المنطقة، للصحفيين، إن الحادث كان "مأساة مروعة". وأضافت أن أحد الجرحى مصاب بجروح تهدد الحياة.

ودعا زعماء الأكراد إلى حماية أفضل لجاليتهم، وهو أمر يؤرق الأكراد في فرنسا منذ مقتل ثلاث نساء كرديات قبل عقد من الزمن.

وقالت آن هيدالجو، رئيسة بلدية باريس، على تويتر: "الأكراد، في أي مكان، يجب أن يكونوا قادرين على العيش بسلام وأمن… الآن، أكثر من أي وقت مضى، تقف باريس إلى جانبهم في هذه الأوقات العصيبة".

وقال جوليان فيربلانك الذي يعمل في مطعم آخر بالمنطقة يعرف باسم (شي مينا)، إن العاملين في المطعم الكردي خرجوا من المبنى وهم يبكون بعد إطلاق النار.

وبعد بضع ساعات كانت الشرطة المسلحة لا تزال تفرض طوقاً أمنياً بينما كان المحققون يمشطون المكان.

قال صالح آزاد، وهو شخصية بارزة من الجالية الكردية في مرسيليا، إنه يعرف أحد الضحايا وهي امرأة تبلغ من العمر 26 عاماً، تعيش في باريس منذ سنوات.

تحميل المزيد