قال الرئيس التشيلي غابرييل بوريك، الأربعاء 22 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن بلاده تعتزم فتح سفارة في الأراضي الفلسطينية، مما قد يجعلها واحدة من الدول القليلة في قارة أمريكا الجنوبية التي لديها مكتب على مستوى السفارات في الأراضي المحتلة.
وأدلى بوريك، اليساري الذي دأب على التعبير عن دعمه مطالبة الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة، بهذه التصريحات في حفل خاص في سانتياغو استضاف الجالية الفلسطينية.
وقال الرئيس التشيلي غابرييل بوريك: "سنرفع تمثيلنا الرسمي في فلسطين من وجود قائم بالأعمال، الآن سنفتتح سفارة". ولم يذكر بوريك تفاصيل عن موقع مقر السفارة.
فيما أكدت وزيرة الخارجية التشيلية، أنطونيا أوريجولا، التصريح لكنها قالت إنه لا يوجد جدول زمني محدد حتى الآن، وأن تشيلي ستظل تعترف بكل من فلسطين وإسرائيل كدولتين شرعيتين.
ولم ترد السفارة الإسرائيلية في تشيلي بعد على طلب للتعليق. ولم ترد أيضاً وزارة الخارجية الفلسطينية على طلب للتعليق أرسل بعد ساعات العمل.
خطاب مناصرٌ لفلسطين
يشار إلى أن الرئيس التشيلي غابرييل بوريك، قد قدم دعماً لفلسطين في خطابه أمام الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر/أيلول 2022.
حيث دعا الرئيس التشيلي في خطابه، إلى "عدم تطبيع الانتهاكات الدائمة لحقوق الإنسان ضد الشعب الفلسطيني"، كما قال إن "للفلسطينيين الحق في أن يحميهم القانون الدولي".
قال بوريك في أول ظهور له بالأمم المتحدة: "أدعوكم جميعاً إلى المضي قدماً في البحث عن عدالة اجتماعية أكبر"، مما أثار تصفيقاً حاداً. "يجب أن يسير توزيع الثروة والسلطة بطريقة أفضل، جنباً إلى جنب مع النمو المستدام".
برز الرئيس التشيلي غابرييل بوريك، وهو زعيم احتجاج طلابي سابق، خلال المظاهرات على مستوى البلاد، وفاز بالرئاسة عام 2021 فيما كان يُنظر إليه في البداية على أنه حملة طويلة الأمد. في سن الـ36، يُنظر إليه على أنه الوجه الجديد لليسار السياسي في أمريكا اللاتينية، والذي يركز على قضايا، من النسوية إلى حماية البيئة ومحاربة عدم المساواة.
أزمة دبلوماسية مع إسرائيل
وتفاقمت حدة خلاف دبلوماسي بين إسرائيل وتشيلي، في الشهر ذاته، سبتمبر/أيلول 2022، بعدما أجّل رئيس تشيلي قبول أوراق اعتماد سفير إسرائيل الجديد في سانتياغو، بسبب مقتل فتى فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة.
رداً على ذلك، استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية سفير تشيلي، خورخي كارفاخال؛ من أجل تقديم ما وصفته بتوبيخ في اجتماع، قالت إنه "سيتم توضيح رد إسرائيل" خلاله.
بدأ الخلاف، عندما أبلغت وزيرة الخارجية التشيلية، أنطونيا أوريجولا، السفير الإسرائيلي المعيّن حديثاً، جيل أرتزيالي، أن الرئيس غابرييل بوريك أرجأ اجتماعاً لقبول أوراق اعتماده حتى أكتوبر/تشرين الأول.
قال متحدث باسم وزارة الخارجية التشيلية في رسالة نصية: "هذا لأن اليوم يوم حساس بسبب مقتل قاصر"، في إشارة إلى مقتل فتى فلسطيني عمره 17 عاماً.
فيما انتقدت إسرائيل خطوة تشيلي، ووصفتها وزارة خارجيتها بأنها "سلوك محير وغير مسبوق". وأضافت في بيانها، أن "هذا يضر العلاقات بين البلدين بشكل خطير".
بشكل منفصل، لاقى تحرك بوريك إشادة من السلطة الفلسطينية، وكذلك من حركة المقاومة الإسلامية "حماس".