أعلن مجموعة من النشطاء الإسرائيليين تأسيس حركة جديدة أطلقوا عليها اسم "نغادر الأرض معاً"، تهدف إلى تهجير نحو عشرة آلاف إسرائيلي إلى خارج إسرائيل.
ويطلب قادة الحركة الجديدة، التي تُحارب سياسة الحكومة اليمينية الجديدة، عبر مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي، من الإسرائيليين الهجرة إلى 26 دولة، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، لبدء حياة جديدة بعيداً عن دولة إسرائيل.
ويقود حركة "نغادر الأرض معاً"، الناشطُ ورجل الأعمال الإسرائيلي الأمريكي مردخاي موتي كاهانا، المقيم في ولاية نيوجيرسي، والذي يدعو الإسرائيليين للهجرة إلى أمريكا.
وكتب كاهانا، الذي ينشط أيضاً في مجموعة الأمريكيين-الإسرائيليين، أنه "بعد سنوات من تهريب اليهود من مناطق الحرب في اليمن وأفغانستان وسوريا وأوكرانيا إلى إسرائيل، اليوم قررت مساعدة الإسرائيليين على الانتقال إلى الولايات المتحدة".
يقول كاهانا: "أعضاء الحزب الإسرائيلي الأمريكي اعتقدوا أنني متطرف بعض الشيء، وقلت لهم إن الوقت قد حان لتقديم بديل للحركة الصهيونية في حالة استمرار تدهور الوضع بإسرائيل، لا أتمنى أن يتم تدمير بلدنا، ولكن ماذا سيحدث لو تم تدميرها؟".
وأضاف: "أرى كراهية أخوية كبيرة، وأرى الإيرانيين بصواريخ دقيقة موجهة لإسرائيل، قبل ألفي عام كانت هي نفسها بالضبط"، مقترحاً التبرع بنصف أموال الصندوق القومي للتعليم اليهودي في أمريكا الشمالية.
وتلقى كاهانا عشرات الطلبات من الإسرائيليين للمساعدة في الهجرة، خاصة من أولئك الذين يديرون شركات تكنولوجيا صغيرة ويرغبون في نقل مكاتبهم إلى الولايات المتحدة.
وقال: "رأيت أشخاصاً في مجموعة WhatsApp يتحدثون عن هجرة الإسرائيليين إلى رومانيا أو اليونان، لكن أنا شخصياً أعتقد أنه سيكون من الأسهل عليهم الهجرة إلى الولايات المتحدة".
وتابع: "بوجود مثل هذه الحكومة في إسرائيل يجب على أمريكا السماح لكل إسرائيلي يمتلك شركة أو لديه مهنة مطلوبة في الولايات المتحدة، مثل الأطباء والطيارين، بالهجرة إلى الولايات المتحدة".
ويعتقد كاهانا أن الشعب اليهودي لم يعرف قط كيف يحكم بلده، ومصير اليهود العيش في الشتات، قائلاً إن "الهيكل الثاني دُمِّر بسبب الكراهية التي تشبه ما يحدث في إسرائيل عام 2022".
الغلاء في إسرائيل
أحد أعضاء الحركة الجديدة اسمه ديفيد، قال: "أنا في إيطاليا منذ ما يقرب من الشهر، لديَّ سيارة وشقة مستأجرة، وأعيش أرخص بكثير مما كنت أحتاج من مصاريف للعيش في إسرائيل".
وأوضح ديفيد في حديثه، أن "إسرائيل تفرض عليك دفع ضرائب غير ضرورية، والمواطن الإسرائيلي يتعرض لأكبر سرقة ضريبية في العالم وهي ضريبة الإسكان".
وأضاف ديفيد، الذي هاجر من إسرائيل بسبب غلاء المعيشة، أن أسعار محلات السوبر ماركت في إسرائيل للأغذية والمستلزمات الأساسية من أغلى الأسعار في العالم.
ورغم التحفيزات لا يتجاوز عدد الإسرائيليين المنخرطين في الحركة الجديدة على مجموعات مواقع التواصل الاجتماعي المئات، والذين يحاولون تنظيم رحلات هجرة جماعية لـ26 دولة في العالم.
تنديد بالحركة
عضو الكنيست أموشيه سولومون، من حزب الصهيونية الدينية، هاجم الحركة الإسرائيلية الجديدة، واعتبر أن قادتها يساهمون في تدمير وطنهم الأم إسرائيل بالدعوة إلى الهروب منه.
وقال أموشيه: "كان اليهود في الشتات يتعاملون بكل شجاعة مع مظاهر معاداة السامية وتحديات أكثر صعوبة وتعقيداً من الوضع الاجتماعي والاقتصادي لدولة إسرائيل اليوم".
وأضاف المتحدث أن "المجموعة اختارت خيانة الفكرة الديمقراطية المهمة جداً، وهي التمسك بالرؤية الصهيونية التي كانت نوراً لمئات الجاليات اليهودية في الشتات على مر الزمن".
"يؤسفني أن أبلغ المجموعة المنظمة للحركة أنَّ مثل هذه الخطوة لن تكون مفيدة لحياتهم الشخصية، وأنا أدعوهم إلى العودة من المبادرة المحزنة، رغم كل الصعوبات والخلافات"، يقول المتحدث.
وأشار عضو الكنيست إلى أن "شعب إسرائيل قال كلمته في الانتخابات، واختار البقاء في البلاد وتقوية الدولة، هكذا سنعمل على معالجة الانقسامات من أجل مستقبل أفضل لجميع مواطني دولة إسرائيل، بغضّ النظر عمن كان في السلطة في ذلك الوقت".