قررت الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، 21 ديسمبر/كانون الأول 2022، احتجاز جثمان الأسير ناصر أبو حميد، الذي توفي في مستشفى إسرائيلي، الثلاثاء، 20 ديسمبر/كانون الأول، جرّاء إصابته بمرض السرطان، بعد أن كان يقضي عقوبة حبسية لـ7 سنوات.
حيث قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن وزير الدفاع بيني غانتس "قرّر عدم إعادة جثمان أبو حميد (50 عاماً) إلى عائلته". كما قالت القناة "12" الإسرائيلية إن قرار غانتس عدم تسليم جثمان الشهيد أبو حميد، جاء بعد مشاورات مع المستويات الأمنية والعسكرية.
فيما كانت عائلة ناصر أبو حميد والسلطة الفلسطينية طالبتا السلطات الإسرائيلية بتسليم جثمانه لدفنه في الضفة الغربية، واتهمت فصائل فلسطينية ولجان ومؤسسات معنية بشؤون الأسرى إسرائيل بتنفيذ سياسة القتل البطيء بحق الأسرى داخل سجونها.
حيث قال ناجي أبو حميد، شقيق الشهيد ناصر أبو حميد، إن قرار احتجاز جثمانه كان متوقعاً من دولة الاحتلال، التي وصفها بـ"المجرمة"، وأشار إلى أن الاحتلال يواصل احتجاز جثامين 10 أسرى استُشهدوا في السجون قبل ناصر.
كما اعتبر ناجي أبو حميد، وفق ما نقلته "شبكة قدس" الفلسطينية، أن قرار الاحتلال بمثابة "رمي الكرة" في ملعب الجانب الفلسطيني، وقال: "نأمل وكلنا ثقة بأن يكون الرد من أصحاب القرار يمثل مظلومية هذا الشعب، ويخلق قفزة في تاريخ نضاله".
استمرار نضال عائلة ناصر أبو حميد
فيما شدد على استمرار العائلة في خطواتها النضالية لاسترداد جثمانه، وأكد أنها لن تسمح للاحتلال بأن يكسرها، في سياق البيان الذي أصدرته بعد استشهاد ناصر، وأعلنت فيه عن رفضها استقبال التعازي حتى تسليم جثمانه وإعلان الحداد حتى استرداد جثامين جميع الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال.
ليست هذه المرة الأولى التي تعمد فيها إسرائيل إلى احتجاز جثامين فلسطينيين، فهي تحتجز جثامين العشرات، إما في ثلاجات، أو في ما تسمى "قبور الأرقام" من الذين تتهمهم بتنفيذ أو محاولة تنفيذ عمليات ضد إسرائيليين.
إلا أن السلطات الإسرائيلية تُفرج في أوقات متباعدة عن بعض الجثامين، وتسمح للعائلات بدفنها.
ناصر أبو حميد، من مخيم الأمعري، قرب رام الله، معتقل منذ عام 2002 ومحكوم عليه بالسجن المؤبّد 7 مرات و50 عاماً إضافية بتهمة المشاركة في تأسيس "كتائب شهداء الأقصى" المحسوبة على حركة "فتح"، وتنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي.
كما أن لأبو حميد 4 أشقّاء يقضون أيضاً عقوبة السجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية، وخامساً قُتل عام 1994.
سبق للسلطات الإسرائيلية أن هدمت منزل العائلة مرات عديدة، كما حرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات. ووفق نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، تعتقل إسرائيل في سجونها 4700 فلسطيني، بينهم 150 طفلاً، و33 سيدة.