أبقت المحكمة الأمريكية العليا، الإثنين 19 ديسمبر/كانون الأول 2022، على إجراء فرضته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، في مارس/آذار 2020، للحدّ من تفشّي جائحة كورونا، لكنه يتيح منع ملايين المهاجرين بمن فيهم طالبو اللجوء، من دخول الحدود الجنوبية الغربية للبلاد.
كان من المفترض أن يتوقّف العمل اعتباراً من يوم الأربعاء، 21 ديسمبر/كانون الأول 2022، بالإجراء المسمى "تايتل 42″، والذي أتاح للسلطات استخدام بروتوكولات السلامة المرتبطة بمكافحة كورونا، لمنع دخول ملايين المهاجرين، لكنّ رئيس المحكمة العليا، القاضي جون روبرتس، أصدر قراراً أمر بموجبه بالإبقاء على هذا الإجراء.
تفعيل هذا الإجراء الصحي من قِبل إدارة ترامب أتاح للسلطات إمكانية أن تطرد في الحال المهاجرين غير الشرعيين الذين يتم توقيفهم على الحدود البرّية، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
حرم هذا الإجراء المهاجرين من الحقّ بأن يطعنوا أمام القضاء بقرار ترحيلهم، وكذلك أيضاً من الحقّ بإعادتهم تلقائياً إلى بلدهم الأم.
كان من المقرّر أن ينتهي العمل بهذا الإجراء في 23 مايو/أيار 2022، لكنّ قاضياً في ولاية لويزيانا منع وقف العمل به.
في قرار معاكس، صدر في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أمر قاض فيدرالي في واشنطن، إدارة الرئيس جو بايدن، بأن توقف العمل بقرارات طرد المهاجرين المستندة إلى هذا الإجراء، وبناء عليه تقرّر وقف العمل بـ"تايتل 42″، بحلول 21 ديسمبر/كانون الأول 2022، قبل أن يتم الإبقاء عليه.
"تايتل 42" هو إجراء خاص يرمي لحماية الصحة العامة، أُقرّ في 1893 لحماية الولايات المتحدة من أوبئة الكوليرا والحمّى الصفراء، التي كانت تحدث بصورة متكرِّرة آنذاك، ونادراً ما تم اللجوء إلى هذا الإجراء منذ ذلك الحين.
يقول نشطاء حقوقيون وخبراء في مجال حقوق الإنسان، إنّ "تايتل 42" ينتهك القانون الدولي، ويضيف حقوقيون أن منع طالبي اللجوء من تقديم طلب بهذا المعنى هو أمر "غير إنساني".
كان آلاف من المهاجرين قد اصطفوا على الحدود بين أمريكا والمسكيك، في انتظار تخفيف القيود، وأعلنت مدينة إل باسو الحدودية، في غرب تكساس، السبت 17 ديسمبر/كانون الأول 2022، عن حالة الطوارئ، وأرجعت ذلك إلى وجود مئات المهاجرين الذين يفترشون الشوارع، وسط درجات حرارة منخفضة، فضلاً عن إلقاء القبض على الآلاف يومياً.
يُذكر أن بايدن عندما ترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية، وصف إجراءات ترامب المتعلقة بالهجرة بأنها "هجوم عنيف" على القيم الأمريكية، وقال إنه "سيبطل هذا الضرر" دون التقصير في حماية الحدود.
كذلك أكد بايدن في مقابلة، عقب إعلان فوزه بالانتخابات الأمريكية في 2020، أنه ملتزم بإرسال مشروع قانون الهجرة إلى مجلس الشيوخ الأمريكي، مع مسار للحصول على الجنسية الأمريكية لأكثر من 11 مليون شخص لا يحملون وثائق إقامة، مضيفاً أن الأمر سيعتمد على قرار مجلس الشيوخ الأمريكي.
كان عدد اللاجئين الذين تم قبولهم في أمريكا قد تراجع إلى مستويات تاريخية في عهد ترامب، الذي وصفهم بأنهم يشكلون تهديداً أمنياً، وجعل الحد من عدد المهاجرين المسموح لهم بدخول الولايات المتحدة سمة مميزة لرئاسته.