اتهمت منظمة العفو الدولية، الإثنين 19 ديسمبر/كانون الأول 2022، "لواء طارق بن زياد" التابع لقوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، ويديره نجله صدام حفتر، بـ"ارتكاب جرائم حرب، وغيرها من الجرائم بموجب القانون الدولي، بهدف سحق أي معارضة للقوات المسلحة العربية الليبية".
حيث دعت المنظمة في تقرير تحت عنوان "نحن أسيادكم: جرائم متفشية ترتكبها جماعة لواء طارق بن زياد المسلحة"، إلى تحقيق جنائي مع قائد اللواء صدام حفتر والشخص الثاني في القيادة عمر امراجع، وفق تقرير بحثي صادر عن المنظمة.
كما قالت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن إن "لواء طارق بن زياد، بقيادة صدام حفتر والشخص الثاني في القيادة عمر امراجع، استهدفا بشكل روتيني الآلاف من المنتقدين والمعارضين الفعليين أو المفترضين للقوات المسلحة العربية الليبية".
فيما استندت منظمة العفو الدولية في اتهاماتها إلى ما قالت إنها شهادات 38 شخصاً من السكان الحاليين والسابقين في المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة العربية الليبية في الفترة بين فبراير/شباط وسبتمبر/أيلول 2022.
بينما استعرضت المنظمة البيانات الرسمية والأدلة السمعية البصرية المتعلقة بلواء طارق بن زياد، وقالت إنها لم تحصل على أي رد من القائد العام لقوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر، والنائب العام الصديق الصور، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة.
شهادات على جرائم لواء طارق بن زياد
قال الباحث في شؤون ليبيا في منظمة العفو الدولية، حسين بيومي: "قامت جماعة لواء طارق بن زياد المسلحة منذ ظهورها في 2016 بترويع الناس في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة العربية الليبية".
كما أضاف أنها تسببت في وقوع "سلسلة من الفظائع، بما في ذلك عمليات القتل غير المشروع، والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، والإخفاء القسري، والاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي، والتهجير القسري دون خوف من العواقب".
اتهمت المنظمة لواء طارق بن زياد بـ"المشاركة في الإبعاد القسري لآلاف اللاجئين والمهاجرين من سبها والمناطق المحيطة بها، وكذلك التهجير القسري لآلاف العائلات الليبية خلال الحملات العسكرية لقوات القيادة العامة للسيطرة على مدينتي بنغازي ودرنة في شرق ليبيا بين العامين 2014 و2019″.
كما اعتبرت منظمة العفو الدولية أن صدام حفتر، الذي وصفته بالقائد الفعلي للجماعة، وعمر امراجع، القائد اسمياً، ولكن فعلياً الشخص الثاني في القيادة الذي يمارس السيطرة على العمليات اليومية، ورأت أنهما "كانا على علم أو كان ينبغي أن يعرفا بالجرائم التي يرتكبها مرؤوسوهما، ولكنهما لم يفعلا أي شيء لمنع هذه الجرائم أو معاقبة مرتكبيها".
بينما نسب التقرير إلى من قال إنه ضابط مخابرات ليبي سابق القول إنَّ "عناصر لواء طارق بن زياد خطفوه بعد أن رفض التعاون معهم، واحتجزوه لمدة أربع سنوات في قاعدة لواء طارق بن زياد في بنغازي، حيث تعرض للتعذيب والتهديد بالاغتصاب".
كما قال: "إنَّ مقاتلي لواء طارق بن زياد أجبروه على الركوع والقول: المشير (خليفة حفتر) سيدي".
كذلك نسبت منظمة العفو الدولية إلى من قالت إنه ناشط تعرض للإخفاء القسري والتعذيب من قبل لواء طارق بن زياد لعدة أشهر القول إن: "صدام حفتر هدده عند إطلاق سراحه قائلاً: لديك خيار. إما أن تعمل لدينا، أو تعيش مثل الحيوان (تأكل وتنام دون آمال أو أحلام أو تطلعات)".