توفي مساء الأحد 18 ديسمبر/كانون الأول، السياسي الأردني المعارض المهندس ليث شبيلات عن عمر ناهز 80 عاماً، إثر جلطة قلبية، بحسب ما نقلت صحف محلية، ليسدل الستار عن أكثر الأصوات المعارضة علواً في المملكة، وأعلاها سقفاً في المطالب السياسية.
شغل شبيلات عضوية مجلس النواب لدورتين 1984، 1989 عن الدائرة الثالثة في العاصمة عمّان، كما خاض انتخابات نقابة المهندسين الأردنيين عام 1982، ليكون أول نقيب من الإسلاميين لواحدة من أهم النقابات في المملكة.
من جانبه، نعى رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي، النائب الأسبق ليث الشبيلات، وعبر الصفدي باسمه وباسم أعضاء المجلس عن تعازيهم لذوي الفقيد، سائلين العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان، بحسب صحيفة الرأي الأردنية.
ولد ليث شبيلات في عمان، في 28 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1942، ووالده فرحان شبيلات من مدينة الطفيلة شغل منصب سفير ومستشار للملك عبد الله الأول، وشقيقه غيث شبيلات لواء متقاعد وعين سابق في مجلس الأمة.
بدأ شبيلات دراسته الابتدائية في الكلية الأهلية في بيروت، حيث كان والده سفيراً للأردن في لبنان، والتحق بالجامعة الأمريكية بيروت.
عمل في تونس فور تخرجه، حيث كان والده سفيراً وانتقل معه إلى واشنطن عندما نقل سفيراً إليها عام 1965.
نشاط ليث شبيلات السياسي
خاض شبيلات انتخابات نقابة المهندسين الأردنيين عام 1978، لكنه لم ينجح، ليعيد التنافس عليها عام 1982، ليكون أول نقيب من الإسلاميين لواحدة من أهم النقابات في المملكة.
دخل ليث شبيلات مجلس النواب مرتين، في الانتخابات التكميلية 1984 والعامة 1989، محققاً أعلى الأصوات في الدائرة الثالثة عن العاصمة عمان.
سجن شبيلات خلال دورة 1989 ومعه نائب آخر في قضية النفير الإسلامي والانقلاب على الملك، قبل أن يتدخل الملك حسين شخصياً للإفراج عنه.
وسُجن بعد ذلك مرة أخرى بتهمة "إطالة اللسان"، وأفرج عنه بعفو ملكي.
في عام 2009، اعتدى مجهولون على ليث شبيلات، في الطريق العام وسط عمان، وتعرض لإصابات في الرأس، بعد محاضرة ألقاها قبل الحادثة بأيام، وجه فيها انتقادات حادة للسلطات في بلاده، وأوضاعها السياسية.
وتزامناً مع انطلاق ثورات الربيع العربي عام 2011 في عدد من الدول العربية، أطلق شبيلات تصريحات نارية ضد الحكومة الأردنية، مطالباً فيها بإصلاحات شاملة تصل "مؤسسة العرش".
كما دعا إلى إصلاحات تحقق قيام ملكية دستورية عبر تقليص سلطات وصلاحيات الملك. وكان المهندس شبيلات قد أرسل رسالة قوامها 9000 كلمة إلى ملك الأردن محذراً فيها من تردي الأوضاع في المملكة.
وبعد تسريبات "وثائق باندورا"، والتي شملت الكشف عن حسابات مالية للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في بنوك سويسرية، جدد شبيلات انتقاداته للنظام، في تصريحات على صفحته الرسمية في "فيسبوك".
وهاجم شبيلات الملك عبد الله الثاني، ودعا إلى استعادة أموال الدولة، ومحاربة الفساد بكل أشكاله، وطالب الأردنيين بتفويضه باسترداد أموالهم.