قال الكرملين، اليوم السبت 17 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سعى للحصول على مقترحات من قادة القوات المسلحة بشأن الطريقة التي يعتقدون أن الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا ينبغي أن تستمر بها، وذلك خلال زيارته مقر العمليات، في حين أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" أن روسيا تستعد لحرب طويلة في أوكرانيا وعلى دول الحلف مد كييف بالمزيد من الأسلحة.
وفي مقطع مصور نشره الكرملين، ترأس بوتين اجتماعاً حضره 12 شخصاً تقريباً، وجلس على جانبيه وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف.
ثم ظهر بوتين في اجتماع آخر في مقر قوة المهام المشتركة، حيث دعا القادة العسكريين إلى تقديم مقترحات.
وقال بوتين: "سنستمع إلى القادة بخصوص كافة اتجاهات العمليات، وأود أن أسمع مقترحاتكم بشأن إجراءاتنا الفورية وعلى المدى المتوسط".
في السياق ذاته، أفاد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لوكالة إنترفاكس للأنباء بأن بوتين أمضى يوم الجمعة بأكمله في مقر قوة المهام المشتركة.
ولم ترد تقارير عن تفاصيل أخرى عن زيارة بوتين أو موقع المقر.
الناتو يطالب بمد كييف بالأسلحة
يأتي هذا الإعلان بينما صرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بأن روسيا تستعد لحرب طويلة في أوكرانيا وينبغي على دول الناتو مد كييف بالمزيد من الأسلحة حتى يدرك بوتين أنه عاجز عن الفوز في ساحة المعركة.
وفي مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الفرنسية، رجح ستولتنبرغ أن تنتهي الحرب على طاولة المفاوضات مثل غالبية الحروب لكن السبيل الأسرع للتوصل إلى ذلك هو دعم أوكرانيا عسكرياً.
ووصف الأمين العام هذه المرحلة بالمفصلية والأزمة الأمنية بأنها الأخطر التي تعرفها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وبعد عشرة أشهر تقريباً على الهجوم الروسي على أوكرانيا المؤيدة للغرب، ألحقت القوات الأوكرانية بموسكو سلسلة من الهزائم ما سمح لها بتحرير أجزاء كبيرة من البلاد. لكن ستولتنبرغ أكد أن "ما من مؤشر إلى أن بوتين تخلى عن هدفه بالسيطرة على أوكرانيا".
إذ قال ستولتنبرغ: "يجب ألا نستخف بروسيا، فهي تستعد لحرب طويلة. وتحشد مزيداً من القوات وهي مستعدة لتكبد خسائر كبيرة وتحاول الحصول على مزيد من الأسلحة والذخائر".
ووفرت دول حلف شمال الأطلسي وعلى رأسها الولايات المتحدة لأوكرانيا أسلحة بمليارات الدولارات، ساعدتها في الصمود في وجه القوات الروسية.
مخزونات الأسلحة
وبعد الانتكاسات التي مُنيت بها على ساحة المعركة، باشرت روسيا سلسلة من ضربات الصواريخ والقصف بمسيرات استهدفت منشآت طاقة مدنية.
وتفيد تقارير أمريكية بأن واشنطن تضع اللمسات الأخيرة على خطط لإرسال بطاريات صواريخ باتريوت هي الأكثر تطوراً إلى أوكرانيا تضاف إلى أنظمة دفاع جوي غربية تلقتها كييف.
وقال ستولتنبرغ إن "ثمة محادثات جارية" لتسليم أنظمة باتريوت. لكنه شدد على أن دول حلف شمال الأطلسي يجب أن تتحقق من وجود كميات كافية من الذخيرة وقطع الغيار لتستمر الأسلحة التي أرسلت حتى الآن في العمل.
وأضاف: "يجري الحلفاء حواراً بشأن توفير أنظمة إضافية لكن تزداد أهمية التحقق من أن كل الأنظمة التي تسلم قابلة للتشغيل".
وتسببت طلبات الأسلحة من جانب أوكرانيا في نفاد مخزونات الدول الأعضاء في ناتو وأثارت مخاوف من عجز محتمل لصناعات الدفاع في الحلف في إنتاج كميات كافية.
وأكد ستولتنبرغ: "نزيد إنتاجنا من أجل تحقيق هذا الهدف المحدد لكي نتمكن في آن واحد من إعادة تشكيل مخزوناتنا في مجال الردع والدفاع والاستمرار في توفير الدعم لأوكرانيا على المدى الطويل".
وأحدث غزو بوتين لأوكرانيا صدمة في الدول الغربية. واضطر حلف شمال الأطلسي إلى القيام بأكبر عملية تكيف منذ الحرب الباردة من خلال تعزيز جناحه الشرقي. ودفع الوضع فنلندا والسويد إلى الإسراع في طلب الانضمام إلى الحلف.