قال وزير الدفاع الأيرلندي، الخميس 15 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن جندياً أيرلندياً من بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان قُتل بعد تعرضه لإطلاق نار، وإن جندياً آخر في حالة خطرة بعد أن أحاطت حشود معادية بمركبتهما المدرعة.
كما أوضح سايمون كوفيني، وهو أيضاً وزير الخارجية الأيرلندي، أن الجنود من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) كانوا فيما يعتبر طريقاً اعتيادياً من منطقة عمليات اليونيفيل في جنوب لبنان، متجهين إلى بيروت عندما وقع الحادث في العاقبية في وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء 14 ديسمبر/كانون الأول.
"حشود معادية" وراء الحادث
فيما قال كوفيني لشبكة الإذاعة الوطنية الأيرلندية (آر.تي.إي): "انفصلت المركبتان المدرعتان عن بعضهما البعض (في الطريق). وأحاطت حشود معادية، وأعتقد أن هذا هو الوصف الوحيد الذي يمكننا وصفهم به، بإحدى المركبتين وأطلقوا أعيرة نارية تجاهها. للأسف قتل أحد جنودنا من قوات حفظ السلام".
أضاف: "لم يكن هذا متوقعاً، نعم كان هناك بعض التوتر على الأرض بين قوات حزب الله واليونيفيل في الأشهر الأخيرة، ولكن لا شيء مثل ذلك". وتحظى جماعة حزب الله، التي لديها أسلحة وتتمتع بالنفوذ، كحزب سياسي بدعم كبير في جنوب البلاد.
بينما تعمل اليونيفيل في لبنان منذ عام 1978 للحفاظ على السلام على طول الحدود الجنوبية مع إسرائيل. وتوسع نطاق عمل اليونيفيل بموجب قرار أصدرته الأمم المتحدة أوقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله عام 2006 في جنوب لبنان.
فيما قدم حزب الله تعازيه اليوم الخميس ونفى لرويترز علاقته بهذا الحادث. وقال وفيق صفا، مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في جماعة حزب الله اللبنانية، لرويترز، إن ما أدى لمقتل الجندي الأيرلندي هو "حادث غير مقصود"، وأضاف أن حزب الله ليس ضالعاً في الأمر.
أضاف صف: "نتقدم بالتعزية لقوات اليونيفيل لسقوط قتيل متمنياً الشفاء للجرحى في الحادث غير المقصود الذي وقع بين أهالي بلدة العقابية وأفراد من الكتيبة الأيرلندية"، ودعا إلى عدم "إقحام" حزب الله في الحادثة.
بينما قالت اليونيفيل إنها تنسق مع الجيش اللبناني وبدأت تحقيقاً، لكن التفاصيل ظلت "قليلة ومتضاربة". وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا على تويتر: "إجراء تحقيق سريع وشامل لتحديد وقائع هذه الحادثة المأساوية أمر في بالغ الأهمية".
كما حث رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي جميع الأطراف على التحلي بالحكمة والصبر. وقدم الجيش اللبناني تعازيه لكنه لم يذكر أي تفاصيل.
اصطدام مركبة بمتجر في لبنان
رصدت رويترز مركبة تابعة لليونيفيل تصطدم بمتجر في بلدية العاقبية اليوم الخميس قبل أن تنقلب على جانبها. وطوَّق الجيش المنطقة.
حيث قال رئيس أركان قوات الدفاع الأيرلندية شون كلانسي لشبكة (آر.تي.إي) إن القافلة وبها ثمانية جنود كانت في طريقها إلى بيروت، وإن جنديين من أفرادها كانا عائدين إلى أيرلندا في إجازة بعد وفاة أفراد من أسرتهما.
كما قال كلانسي إن الجندي الثاني لا يزال في حالة حرجة في مستشفى تديره الأمم المتحدة وخضع لعملية جراحية. ويتلقى الجنديان الآخران اللذان كانا في المركبة العلاج من إصابات طفيفة، بينما لم يصب باقي الجنود في المركبة الأخرى بأي أذى.
فيما قال كوفيني، الموجود في نيويورك لحضور اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إنه سيلتقي بالأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش في وقت لاحق اليوم الخميس لمناقشة الحادث.
أضاف أن قوات حفظ السلام الأيرلندية موجودة في لبنان منذ عام 1978، وأن هذه أول حالة وفاة في صفوف الجنود الأيرلنديين في لبنان منذ عقدين.
بينما قال رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن للصحفيين في بروكسل: "نشعر جميعاً بصدمة وحزن بالغين. إن هذا (الحادث) يذكرنا بالتضحيات الاستثنائية التي يقدمها جنودنا في قوات حفظ السلام بشكل مستمر".